خبير سابق في الاحتياطي الفيدرالي بنيويورك: من المحتمل أن يعلن باول عن خطة شراء سندات بقيمة 45 مليار دولار

كتابة: Zhang Yaqi

المصدر: Wall Street Insights

مع اقتراب اجتماع الفيدرالي الأمريكي لمناقشة السياسات النقدية في 10 ديسمبر القادم، يركّز السوق ليس فقط على قرار خفض الفائدة المتوقع، بل أشار خبراء استراتيجيون مخضرمون في وول ستريت إلى أن البنك الفيدرالي قد يعلن قريباً عن خطة توسع كبيرة في الميزانية العمومية.

مؤخراً، توقع مارك كابانا، خبير إعادة الشراء السابق في الاحتياطي الفيدرالي بنيويورك واستراتيجي أسعار الفائدة في بنك أوف أمريكا، أنه إلى جانب خفض الفائدة المتوقع بـ25 نقطة أساس، سيعلن رئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء المقبل عن خطة لشراء سندات خزينة بقيمة 45 مليار دولار شهرياً (T-bills)، على أن يبدأ تنفيذ هذه العملية رسمياً في يناير 2026، بهدف ضخ السيولة في النظام المالي ومنع ارتفاع معدلات الفائدة في سوق إعادة الشراء.

وحذّر كابانا في تقريره من أن سوق أسعار الفائدة قد لا يتفاعل بقوة مع تخفيض الفائدة، لكن المستثمرين “يقللون من تقدير” قوة تحركات الفيدرالي فيما يخص الميزانية العمومية. وأوضح أن مستويات أسعار الفائدة في السوق النقدي تشير إلى أن احتياطيات النظام المصرفي لم تعد “وفيرة”، ويجب على الفيدرالي إعادة شراء الأصول لسد فجوة السيولة. في الوقت نفسه، قدم قسم التداول في UBS توقعات مماثلة، حيث يرى أن الفيدرالي سيبدأ في أوائل 2026 بشراء حوالي 40 مليار دولار من سندات الخزينة شهرياً للحفاظ على استقرار سوق الفائدة قصيرة الأجل.

يأتي هذا التغيير المحتمل في السياسة في فترة مفصلية مع قرب نهاية فترة باول، وارتفاع التوقعات بتولي كيفن هاسيت رئاسة الفيدرالي، ما يجعل اجتماع الأسبوع القادم ليس هاماً فقط لسيولة المدى القصير، بل أيضاً لوضع مسار السياسة النقدية للعام المقبل.

توقع خبير الاحتياطي الفيدرالي السابق: شراء سندات بـ45 مليار دولار شهرياً

على الرغم من اتفاق السوق على خفض الفيدرالي للفائدة بـ25 نقطة أساس الأسبوع القادم، يرى مارك كابانا أن المتغير الحقيقي يكمن في سياسة الميزانية العمومية. وفي تقريره الأسبوعي بعنوان “Hasset-Backed Securities”، أشار إلى أن حجم برنامج إعادة الشراء المتوقع قد يصل إلى 45 مليار دولار شهرياً، وهو أعلى بكثير من توقعات السوق الحالية.

فصّل كابانا هذا الرقم قائلاً إن الفيدرالي يحتاج شهرياً لشراء ما لا يقل عن 20 مليار دولار لمواجهة النمو الطبيعي في التزاماته، بالإضافة إلى 25 مليار دولار أخرى لتعويض فقدان الاحتياطيات بسبب إجراءات “التقليص المفرط” السابقة. وتوقع أن تستمر هذه الوتيرة من الشراء لمدة لا تقل عن 6 أشهر. ومن المتوقع أن تدرج هذه التصريحات في تعليمات تنفيذ الفيدرالي، مع نشر تفاصيل حجم وتكرار العمليات عبر موقع الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، مع تركيز الشراء على سوق سندات الخزينة.

وبحسب مقالات سابقة لـ “Wall Street Insights”، منذ أن بلغت الميزانية العمومية للفيدرالي ذروتها عند حوالي 9 تريليون دولار في 2022، أدى برنامج التشديد الكمي إلى تقليصها بنحو 2.4 تريليون دولار، ما سحب السيولة من النظام المالي. ومع ذلك، وحتى بعد توقف التشديد الكمي، لا تزال علامات شح السيولة واضحة.

أوضح الإشارات تأتي من سوق إعادة الشراء، الذي يمثل محور التمويل قصير الأجل للنظام المالي. فقد تجاوزت معدلات الفائدة المرجعية، مثل سعر التمويل المضمون لليلة واحدة (SOFR) وسعر إعادة الشراء الثلاثي للطرف الثالث (TGCR)، الحد الأعلى لنطاق فائدة الفيدرالي عدة مرات في الأشهر الأخيرة. ويشير ذلك إلى أن مستوى الاحتياطيات في النظام المصرفي يتجه من “الوفرة” إلى “الكفاية”، مع وجود خطر التحول إلى “الندرة”. وبالنظر لأهمية سوق إعادة الشراء النظامية، فإن هذا الوضع يصعب على الفيدرالي قبوله لفترة طويلة، لأنه قد يضعف فاعلية انتقال السياسة النقدية.

وفي هذا السياق، جاءت تصريحات مسؤولي الفيدرالي مؤخراً لتعكس الحاجة الملحة للتحرك. فقد قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز: “نتوقع أن نصل قريباً إلى مستوى الاحتياطيات الوفيرة”، في حين أشارت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، لوري لوغان، إلى أن “استئناف نمو الميزانية العمومية قريباً سيكون مناسباً”. ويرى كابانا أن عبارة “قريباً” (will not be long) تشير إلى اجتماع FOMC في ديسمبر.

أدوات مساندة لتخفيف تقلبات نهاية العام

إلى جانب خطة الشراء طويلة الأجل، تتوقع Bank of America أن يعلن الفيدرالي عن عمليات إعادة شراء محددة المدة (term repo operations) لمدة 1-2 أسبوع لمواجهة تقلبات السيولة مع نهاية العام. ويرى كابانا أن تسعير هذه العمليات قد يكون عند مستوى سعر مرفق إعادة الشراء الدائم (SRF) أو أعلى بـ5 نقاط أساس، بهدف تقليل مخاطر تمويل نهاية العام.

وفيما يتعلق بإدارة الفائدة، رغم تساؤلات العملاء حول خفض معدل الفائدة على احتياطيات البنوك (IOR)، يرى كابانا أن خفض IOR وحده “لن يحل أي مشكلة”، لأن البنوك تميل للاحتفاظ بمزيد من النقود الاحتياطية منذ انهيار بنك SVB. ويعتقد أن السيناريو الأكثر احتمالاً هو خفض معدلي IOR وSRF معاً بـ5 نقاط أساس، لكن هذا ليس السيناريو الأساسي.

خلفية أخرى هامة لهذا الاجتماع هي التغيرات المرتقبة في قيادة الفيدرالي. ويرى السوق حالياً أن كيفن هاسيت مرشح قوي لرئاسة الفيدرالي القادمة. ويشير كابانا إلى أنه بمجرد تحديد الرئيس الجديد، سيتبع السوق توجهاته في تسعير مسار السياسة النقدية المتوسطة الأجل.

وتتفق UBS أيضاً مع عودة سياسة توسع الميزانية العمومية. وأشارت إدارة المبيعات والتداول في UBS إلى أن شراء الفيدرالي لسندات الخزينة يساعد على تقليل مدة أصوله، ليتناسب بشكل أفضل مع متوسط مدة سوق السندات الحكومية. وسواء أُطلق على هذه العمليات اسم RMP أو التيسير الكمي (QE)، فإن الهدف النهائي واضح: ضمان استقرار الأسواق المالية في فترة التحولات الاقتصادية والسياسية الحاسمة من خلال ضخ السيولة المباشرة.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخنعرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.72Kعدد الحائزين:2
    1.19%
  • القيمة السوقية:$3.85Kعدد الحائزين:3
    0.94%
  • القيمة السوقية:$3.62Kعدد الحائزين:2
    0.04%
  • القيمة السوقية:$3.57Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.57Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • تثبيت