مؤخرًا، عند ربط عدة أخبار من سوق العملات المشفرة، تظهر صورة مثيرة للاهتمام.

أولًا، على الصعيد السياسي. ذكر ترامب مرة أخرى في منتدى تجاري أنه يأمل أن تصبح الولايات المتحدة مركز البيتكوين العالمي، وانتقد السياسات السابقة التي كانت تضغط على الأصول المشفرة. هذا التحول في الموقف ليس مفاجئًا، خاصة وأنه تلقى تبرعات من مجال العملات المشفرة أثناء حملته الانتخابية. الآن وهو في البيت الأبيض، فإن تصريحاته تحمل وزنًا أكبر.

أما على جانب المؤسسات، فالأمور أكثر جدية. محللو جي بي مورغان توقعوا أن يصل سعر البيتكوين إلى 170,000 دولار خلال 6 إلى 12 شهرًا القادمة، مستندين في ذلك إلى أن عملية تقليل الرافعة المالية تقترب من نهايتها، وأن البيتكوين الآن يوفر قيمة أفضل مقارنة بالذهب. كما أن صناديق التحوط التقليدية زادت من استثماراتها في العملات المشفرة، حيث بلغت نسبة الأصول المشفرة في محافظها 55%، بزيادة 8 نقاط مئوية عن العام الماضي. ويتركزون بشكل رئيسي على الثلاثة الكبار: البيتكوين، والإيثيريوم، وسولانا.

لكن على المدى القصير، لا تزال مشاعر السوق غير متفائلة بشكل كبير. فهناك خيارات بقيمة 5 مليارات دولار على البيتكوين والإيثيريوم ستنتهي صلاحيتها يوم الجمعة، وتظهر نسبة عالية من خيارات البيع، مما يشير إلى أن المستثمرين يستخدمون أدوات التحوط لإدارة المخاطر. من جهة أخرى، حذر مستشار ترامب في مجال العملات المشفرة من أن مشاكل الائتمان في التمويل اللامركزي (DeFi) قد تؤدي إلى انتقال المشاكل إلى التمويل المركزي (CeFi)، مع وجود علامات على أزمة سيولة محتملة.

أما الأخبار ذات الأبعاد الأبعد، فهي تتعلق بمستقبل السوق. قضت محكمة أمريكية بعدم مسؤولية مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن تدمير قرص صلب يحتوي على 3400 بيتكوين، مما يعني أن حوالي 3.7 مليون بيتكوين حول العالم قد تُفقد بشكل دائم. اقترحت الحكومة السويسرية السماح بإصدار العملات المستقرة، مما قد يجعل سويسرا مركزًا رئيسيًا لإصدارها على مستوى العالم. وأخيرًا، فرضت أستراليا عقوبات على هجمات إلكترونية من قبل كوريا الشمالية، مما يعيد إلى الواجهة قضية أمن العملات المشفرة.

سياسات مرنة، دخول المؤسسات، وتقييد العرض، كلها عوامل تتراكم، بينما السوق يعيد تقييم هذه المتغيرات.