خط الاتجاه الفعّال فعلاً يجب أن يحقق شرطين لا يقبلان التنازل:

أولاً، يجب أن يرتكز على "نقاط الارتكاز الهيكلية" للاتجاه. خط الاتجاه الصاعد يجب أن يربط بدقة القيعان المرتفعة باستمرار (HL)، أما خط الاتجاه الهابط فيجب أن يثبت على القمم المنخفضة تدريجياً (LH) — هذه النقاط هي الشاهد الحقيقي على زخم الاتجاه، وليست مجرد نقاط تحول عشوائية ضمن التقلبات.

ثانياً، يجب أن يصمد أمام اختبارات "البنية الرئيسية" المتكررة. عندما يعيد السعر اختبار خط الاتجاه الصاعد ثم يحقق قمة جديدة، أو عندما يرتد لاختبار خط الاتجاه الهابط ثم يكسر القاع السابق بسرعة — هذا التوافق مع سلوك السعر هو العلامة الحقيقية على جدوى خط الاتجاه في التطبيق العملي.

إذا تحققت هذين المعيارين، يصبح خط الاتجاه هو الهيكل الموثوق الذي يدعم الحركة طوال الوقت؛ أما أي خط يُرسم بشكل عشوائي دون منطق بنيوي، فهو مجرد وهم بصري على الرسم البياني، وسيفشل في مواجهة التقلبات الحقيقية.

في جوهر الأمر، قيمة خط الاتجاه لا تكمن في مهارة رسمه بل في قدرته على مساعدتنا في كشف النظام الداخلي للسوق: تحديد استمرار الزخم أو ضعفه، والتقاط التحولات الحقيقية للاتجاه. فقط عندما نفهم البنية أولاً، سيظهر خط الاتجاه تلقائياً — وهذا هو الانتقال الحاسم في التحليل الفني من "الشكل الخارجي" إلى "الجوهر الحقيقي".