يستعيد سعر البيتكوين تدريجيًا مع انتعاش سوق التشفير بشكل عام، حيث عاد أكبر عملة مشفرة على مستوى العالم إلى مستوى 92,000 دولار يوم الأربعاء. على الرغم من الزخم القوي، فإن عمليات عكس الاتجاه التي يقوم بها المستثمرون الأساسيون أثارت شكوك السوق حول استمرارية هذا الانتعاش.

الحيتان الكبيرة تضغط بشكل طارئ على "فرامل" الصعود في البيتكوين

بينما يشهد سعر البيتكوين ارتفاعًا طفيفًا، عاد سوق المشتقات إلى التراجع بسبب تراجع استراتيجي مفاجئ من قبل المستثمرين. تظهر البيانات على السلسلة أن كبار حاملي البيتكوين (أي "الحيتان") يخرجون بشكل كبير من مراكز الشراء، مما أدى إلى ارتفاع واضح في مشاعر البيع على المكشوف.

اكتشف مؤسس منصة التحليل Alphractal والمؤلف Joao Wedson من خلال تحليل "مؤشر دلتا للحيتان الكبيرة والمستثمرين الأفراد" أن الحيتان الكبرى أكملت إغلاق مراكز الشراء. هذا التعديل في المراكز أو تحول المشاعر حدث بعد أن قام هؤلاء المستثمرون ذوو الأموال الكبيرة ببناء مراكز شراء بشكل مكثف سابقًا.

لا يقتصر هذا التراجع على علامة على تحول كبير في مشاعر السوق فحسب، بل يشير أيضًا إلى أن الحيتان قد تكون تقوم بتأمين أرباحها السابقة، أو تستعد لانخفاض محتمل في سعر البيتكوين. أكد Wedson أن المستثمرين الكبار بدأوا الآن في إعادة ترتيب مراكز البيع على المكشوف، بينما يضاعف المستثمرون الأفراد مراكزهم، مما يظهر تباينًا واضحًا في المشاعر بين الفئتين.

المصدر: رسم بياني نشره Joao Wedson على منصة X

نظرًا لأن سلوك الحيتان يُعتبر عادة مؤشرًا قياديًا لاتجاهات السوق بشكل عام، فإن انعكاس المراكز هذا زاد من المخاوف بشأن الاتجاه القصير الأمد لبيتكوين. بعد موجة من الارتفاع الجنوني، هل يقترب السوق من فترة تبريد مرحلية؟ هذا السؤال أصبح محور النقاش الحالي.

وأشار الخبير إلى أن نمط الارتباط بين المؤشرات واتجاه السعر الحالي يشبه بشكل كبير خصائص السوق في فبراير وأبريل 2025 — مما يعني أن فترة تماسك سعر البيتكوين قد تطول بشكل كبير عن توقعات معظم المتداولين.

المتداولون يرفعون نداءات الشراء، ومشاعر FOMO تتصاعد

بشكل عام، مع انتعاش سعر البيتكوين، تتعافى مشاعر المتداولين بشكل ملحوظ، وتتصاعد أصوات التوقعات الصعودية. وفقًا لتقرير نشره منصة التحليل الرائدة Santiment، وصل سعر البيتكوين إلى 94,600 دولار يوم الأربعاء، مما أعاد إشعال حماس المتداولين بعد فترة طويلة من التراجع.

من الجدير بالذكر أن الارتداد المؤقت أدى إلى ظهور "رُعب الفقدان" (FOMO) بين المستثمرين، مع استمرار توقعات الارتفاع في السوق. أظهرت بيانات من منصات التواصل الاجتماعي مثل X وReddit وTelegram التي جمعها Santiment أن أصوات الدعوة للشراء تتزايد بشكل حاد.

يمثل العمود الأزرق في الرسم البياني مشاعر "الدعوة للبيع" في السوق، والتي تتعلق بالخوف، وعدم اليقين، والشك (FUD). وتُظهر القوانين التاريخية أن الأسعار غالبًا ما ترتفع عكس الاتجاه عندما يبيع المتداولون الأفراد بشكل جماعي.

أما العمود الأحمر فيمثل مشاعر "الدعوة للشراء"، مما يدل على انتشار FOMO؛ وعندما يزداد حجم الدعوات للشراء، غالبًا ما يحدث تصحيح في السعر — وذلك لأن المتداولين الأفراد يميلون إلى الشراء عند ارتفاع الأسعار. والمنطق الرئيسي في مثل هذه الحالات هو أن اتجاه السوق غالبًا ما يكون معاكسا لسلوك المتداولين الصغار والمتوسطين.