سرّ ارتفاع الذهب بمقدار 120 ضعف خلال 10 سنوات | هل ستتكرر فترة الازدهار الصاعدة التي استمرت نصف قرن؟

لماذا أصبح الذهب قيمة خالدة للتخزين؟

منذ القدم، كان الذهب وسيطًا هامًا في تجارة الحضارات. نظرًا لخصائصه من كثافة عالية، ومرونة ممتازة، ومتانة وقدرة على الحفظ، فهو لا يقتصر على أن يكون عملة متداولة فحسب، بل يُستخدم أيضًا كمجوهرات ومواد صناعية. تاريخيًا، كان الذهب مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بنظام العملات — حتى أعلن الرئيس الأمريكي نكسون في عام 1971 فك الارتباط بين الدولار والذهب، وتفكك نظام بريتون وودز رسميًا، وبدأ سعر الذهب يتحدد بشكل حر وفقًا للسوق.

منذ ذلك الحين، أصبح اتجاه سعر الذهب مؤشرًا هامًا لمراقبة الاقتصاد العالمي والجغرافيا السياسية.

إنجازات ارتفاع سعر الذهب المذهلة خلال العشر سنوات الماضية

إذا نظرنا فقط إلى أداء العشر سنوات الماضية، فإن الذهب أظهر ارتفاعًا مذهلاً. بين عامي 2015 و2025، ارتفع سعر الذهب التاريخي من حوالي 1060 دولارًا للأونصة إلى حوالي 4300 دولار، محققًا زيادة تزيد على 300%.

والأكثر إثارة هو أداء العامين الأخيرين:

  • 2024: بدأ سعر الذهب بقوة مع بداية العام، حيث تجاوز 4200 دولار للأونصة من حوالي 2690 دولار، بارتفاع يزيد عن 56%
  • حتى الآن في 2025: بدفع من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وتغيرات الصراع الروسي الأوكراني، وتعديلات السياسات التجارية الأمريكية، وتقلبات الأسواق العالمية، سجل الذهب ارتفاعات قياسية متكررة

هذه القفزات السريعة تعكس إعادة تقييم السوق للمخاطر وطلبًا قويًا على الأصول الآمنة.

مراجعة أربع دورات صعود رئيسية على مدى 50 عامًا من تاريخ الذهب

لفهم سوق الذهب الحالي، من الضروري وضعه في سياق تاريخي يمتد لـ50 عامًا. منذ فك الارتباط بين الدولار والذهب في 1971 وحتى الآن، مر الذهب بأربع موجات ارتفاع رئيسية.

الموجة الأولى: أزمة الثقة 1970-1975

بعد فك الارتباط، خاف السوق من أن الدولار أصبح ورقة يانصيب، وارتفع سعر الذهب من 35 دولارًا إلى 183 دولارًا، بزيادة تزيد على 400%. مع أزمة النفط وتضخم الولايات المتحدة، أصبح الذهب الخيار الأول لحماية الثروة. لكن بعد زوال الأزمة، أدرك الناس أن الدولار لا يزال عمليًا، وانخفض سعر الذهب إلى حوالي 100 دولار.

الموجة الثانية: 1976-1980، صدمات جيوسياسية

أدت أزمة النفط الثانية في الشرق الأوسط، وأزمة الرهائن في إيران، وغزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان، إلى ركود اقتصادي عالمي، وارتفاع التضخم في الغرب. قفز سعر الذهب من 104 دولارات إلى 850 دولارًا، بزيادة تزيد على 700%. لكن بعد تهدئة الأوضاع وانتهاء الحرب الباردة، دخل الذهب فترة تماسك استمرت 20 عامًا، وتراوح سعره بين 200 و300 دولار.

الموجة الثالثة: 2001-2011، الأزمة المالية

أدت أحداث 11 سبتمبر إلى حروب مكافحة الإرهاب، وزيادة الإنفاق العسكري الأمريكي، مما دفع لخفض الفائدة ورفع الديون، وارتفعت أسعار العقارات. ثم انفجرت الأزمة المالية 2008، وطبقت أمريكا التسهيل الكمي (QE) لإنقاذ السوق، ومر الذهب بأكبر سوق صاعدة استمرت 10 سنوات. ارتفع سعر الذهب من 260 دولارًا إلى 1921 دولارًا، بزيادة تزيد على 700%. بعد أزمة ديون أوروبا، وصل السعر إلى ذروته، ثم تراجع إلى حوالي 1000 دولار.

الموجة الرابعة: منذ 2015 وحتى الآن، طلبات الحماية

شهدت العشر سنوات الأخيرة موجة ارتفاع أخرى للذهب. السياسات ذات الفوائد السلبية، وتوجهات التخلص من الدولار عالميًا، وتسهيلات البنك الفيدرالي الأمريكي في 2020، والحرب الروسية الأوكرانية، والصراعات في فلسطين والبحر الأحمر، كلها دفعت سعر الذهب فوق 2000 دولار. وفي 2024-2025، زادت الأمور درامية، حيث قفز السعر من حوالي 2800 دولار إلى 4300 دولار في فترة قصيرة، مسجلاً أرقامًا غير مسبوقة في التاريخ.

على مدى 50 عامًا، ارتفع الذهب من 35 دولارًا إلى 4300 دولار، بزيادة تزيد على 120 ضعفًا. هذا ليس مجرد ارتفاع في الأرقام، بل يعكس إعادة تقييم المخاطر العالمية للأصول.

الذهب مقابل الأسهم: من هو الفائز الحقيقي؟

يسأل المستثمرون غالبًا: هل الذهب استثمار جيد؟ الجواب يعتمد على إطار الزمن والمعيار المقارن.

من خلال النظر إلى 50 سنة:

  • الذهب ارتفع 120 ضعفًا
  • مؤشر داو جونز ارتفع من 900 نقطة إلى 46000 نقطة، بزيادة حوالي 51 ضعفًا
  • الذهب يتفوق

من خلال 30 سنة:

  • العوائد من الأسهم كانت أعلى
  • الذهب في المركز الثاني
  • السندات في المركز الأخير

لكن نقطة ضعف الذهب القاتلة هي تقلباته. خلال 1980-2000، ظل سعر الذهب بين 200 و300 دولار، ولم يحقق عوائد، وخسر المستثمرون أموالهم. كم من الوقت يمكن للإنسان أن ينتظر 50 سنة؟

هذه هي المعضلة الأساسية للاستثمار في الذهب: على المدى الطويل، عائد الذهب لا يقل عن الأسهم؛ لكن على المدى القصير، سوء اختيار طريقة الاحتفاظ قد يؤدي إلى عدم تقدم لمدة عشر سنوات.

هل يناسب الذهب الاستثمار طويل الأمد أم التداول الموجي؟

استنادًا إلى القوانين التاريخية، يظهر سعر الذهب نمطًا واضحًا: سوق صاعد طويل الأمد → هبوط حاد → تماسك → بداية موجة صاعدة جديدة.

لذا، فإن منطق الاستثمار في الذهب هو:

  • الاستفادة من الموجة الصاعدة لتحقيق أكبر قدر من الأرباح
  • البيع عند الهبوط الحاد للتحوط من المخاطر
  • تجنب الاحتفاظ طويل الأمد بشكل أعمى، لأنه قد يقع في فخ التماسك

قاعدة مهمة أخرى: حتى بعد انتهاء الموجة الصاعدة، فإن أدنى سعر بعد التصحيح يتصاعد تدريجيًا. على مدى 50 سنة، كانت أدنى المستويات 35، 100، 200، 1000 دولار، مما يدل على دعم طويل الأمد يرتفع باستمرار. لذلك، لا يحتاج المستثمر للخوف من الهبوط، بل عليه ضبط توقيت الدخول والخروج.

مقارنة بين خمس طرق للاستثمار في الذهب

طرق الاستثمار في الذهب متنوعة، ولكل منها مميزاتها وعيوبها:

1. الذهب المادي

  • المزايا: الخصوصية، يمكن استخدامه كزينة
  • العيوب: صعوبة التداول، لا يوجد سعر سوقي فوري، تكاليف التخزين

2. دفتر الذهب (حساب الذهب)

  • المزايا: سهل الحمل، يمكن استبداله بالمادي
  • العيوب: لا يحقق فائدة، فروق سعر الشراء والبيع كبيرة، مناسب أكثر للاستثمار طويل الأمد

3. صناديق ETF للذهب

  • المزايا: سيولة أعلى من دفتر الذهب، يمكن التداول الفوري، يعكس سعر الذهب المادي
  • العيوب: رسوم إدارة، قد يتعرض لتراجع في القيمة خلال فترات التماسك الطويلة

4. عقود الذهب الآجلة وعقود الفرق (CFD)

  • المزايا: دعم الرافعة المالية، إمكانية البيع والشراء، تكاليف تداول منخفضة، استغلال رأس المال بشكل فعال
  • العيوب: مخاطر عالية، تتطلب معرفة وخبرة في إدارة المخاطر

5. أسهم شركات التعدين

  • المزايا: المشاركة في نمو الصناعة، الحصول على أرباح (توزيعات)
  • العيوب: ارتباط غير كامل بسعر الذهب، يتأثر بأداء الشركات

ترتيب صعوبة العائد من الاستثمار في الأصول الثلاثة

مصادر العائد من الأصول تختلف تمامًا:

  • الذهب: العائد من فرق السعر، بدون فوائد، يعتمد على توقيت الدخول والخروج
  • السندات: العائد من الفوائد، يتطلب زيادة الكمية أو تتبع معدلات الفائدة الخالية من المخاطر
  • الأسهم: العائد من نمو الشركات، يتطلب اختيار الأسهم بصيرة وصبر طويل الأمد

ترتيب سهولة الاستثمار: السندات أسهل > الذهب في الوسط > الأسهم أصعب

أما من حيث العائد، فخلال 50 سنة، كان الذهب الأفضل، لكن خلال 30 سنة، كانت الأسهم أقوى.

كيف تحدد الدورة الاقتصادية تخصيص الأصول؟

السوق يتغير بسرعة، ولا يوجد أصل دائمًا هو الفائز. الفلسفة الصحيحة للاستثمار هي:

فترة النمو الاقتصادي → تخصيص الأسهم (لأن أرباح الشركات جيدة، ورأس المال يتدفق)

فترة الركود الاقتصادي → تخصيص الذهب والسندات (للتحوط، والحفاظ على القيمة، وتحقيق دخل ثابت)

الأكثر أمانًا هو تحديد نسب مناسبة من الأسهم، والسندات، والذهب وفقًا لمخاطر الشخص. مع وجود أحداث غير متوقعة مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والتضخم، والتوترات الجيوسياسية، فإن تنويع الأصول يساهم في تقليل المخاطر وتقلبات السوق.

الدرس النهائي من ارتفاع الذهب خلال 10 سنوات

الأداء المذهل للذهب خلال العشر سنوات الماضية ليس صدفة، بل نتيجة حتمية لتدهور البيئة الجيوسياسية والمخاطر العالمية. من عدة زوايا، من المتوقع أن يستمر هذا الزخم خلال العشر سنوات القادمة، طالما استمرت حالة عدم اليقين السياسي، واستمر اهتمام البنوك المركزية بشراء الذهب، واستمرت التوترات الجيوسياسية.

لكن، نجاح الاستثمار في الذهب لا يكمن في الشراء وعدم البيع أبدًا، بل في التعرف على الموجات الصاعدة، واستغلال فرص الدخول والخروج. المستثمرون الأذكياء الذين شهدوا ارتفاع الذهب 120 ضعفًا، ليسوا حامليين دائمين، بل متداولين على الموجات.

هل يستطيع الذهب أن يعيد مجده القديم خلال الخمسين سنة القادمة؟ الجواب يعتمد على مدى فهمك الحقيقي لطبيعته.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.57Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.57Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.62Kعدد الحائزين:2
    0.09%
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • تثبيت