عام 2025 كان بمثابة نقطة تحول حقيقية في مسار أسعار الذهب، فقد شهدنا قفزات جنونية دفعت السعر ليلامس 4300 دولار للأوقية في أكتوبر، قبل أن ينسحب نحو 4000 دولار في نوفمبر. هذا التذبذب أثار سؤالاً محرقاً في أذهان المستثمرين: هل سننتظر مستويات 5000 دولار في 2026، أم أن الذهب يقترب من سقفه السعري؟
لماذا ارتفع الذهب بهذه الجرأة في 2025؟
المتوسط السنوي للذهب في 2025 بلغ حوالي 3455 دولار للأوقية، لكن الحقيقة أعقد من مجرد رقم. البنوك المركزية العالمية تشتري الذهب بوتيرة هستيرية - أضافت 244 طن في الربع الأول وحده، وهي نسبة تفوق المتوسط التاريخي بـ 24%. الآن، 44% من البنوك المركزية حول العالم تمتلك احتياطيات ذهبية، مقابل 37% فقط عام 2024. هذا ليس صدفة - إنه انعكاس لرغبة حقيقية في الخروج من هيمنة الدولار الأمريكي.
من جانب آخر، المستثمرون الأفراد دخلوا السوق بقوة. البيانات تشير إلى أن 28% من المستثمرين الجدد في الأسواق المتقدمة أضافوا الذهب لمحافظهم للمرة الأولى الخريف الماضي. صناديق الذهب المتداولة استقطبت رؤوس أموال ضخمة، حيث وصلت الأصول المُدارة إلى 472 مليار دولار، مع حيازات بلغت 3838 طن - وهو قريب جداً من الذروة التاريخية البالغة 3929 طن.
الطلب الإجمالي على الذهب في الربع الثاني من 2025 بلغ 1249 طن بقيمة 132 مليار دولار - ارتفاع بـ 45% عن السنة الماضية. أمريكا الشمالية وحدها استحوذت على أكثر من نصف الطلب العالمي بـ 618.8 طن منذ بداية العام حتى سبتمبر.
جانب العرض: الشح الذي يدعم الأسعار
هنا يكمن السر الحقيقي لقوة الذهب. الإنتاجية القياسية من المناجم بلغت 856 طن في الربع الأول، لكن هذه الزيادة البطيئة بـ 1% فقط لا تقترب من سد الفجوة مع الطلب المتصاعد. بل الأسوأ - الذهب المعاد تدويره انخفض بـ 1%، لأن أصحاب القطع يفضلون احتباسها على أمل مزيد من الارتفاع.
تكاليف الاستخراج نفسها باتت عاملاً محدداً. متوسط تكلفة استخراج أوقية الذهب وصل إلى 1470 دولار في منتصف 2025 - أعلى مستوى في عقد كامل. هذا يعني أن التوسع في الإنتاج لن يكون سهلاً أو رخيصاً، مما يؤدي إلى استمرار الندرة النسبية التي تدعم الأسعار المرتفعة.
الاحتياطي الفيدرالي: خفضات الفائدة تدعم الذهب
في أكتوبر 2025، خفض الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بـ 25 نقطة أساس إلى 3.75-4.00%. هذا هو الخفض الثاني منذ ديسمبر 2024، وأسواق العقود الآجلة تسعّر خفضاً ثالثاً بـ 25 نقطة في اجتماع ديسمبر.
البنك الدولي توقّع أن يستهدف الفيدرالي معدل فائدة بـ 3.4% بنهاية 2026 في السيناريو المعتدل. كل خفض فائدة يقلل من تكلفة الفرصة على الذهب - أصل لا يدر عائد - ويجعله أكثر جاذبية كملاذ آمن.
البنوك المركزية الأخرى لا تتخلف
السياسات النقدية العالمية تسير بخطى متفاوتة. بينما يخفض الفيدرالي، البنك المركزي الأوروبي استمر في التشديد لمكافحة التضخم، لكن بنك اليابان بقي متيسراً. هذا التباين نفسه يعزز دور الذهب كأداة تحوط عالمية تتجاوز الفروقات بين السياسات المختلفة.
التضخم والديون السيادية: تهديد حقيقي
صندوق النقد الدولي حذّر من أن الدين العام العالمي تجاوز 100% من الناتج المحلي الإجمالي - رقم لم يشهده العالم من قبل. هذا يخلق موجة قلق حول استدامة السياسات المالية.
البنك الدولي توقّع ارتفاع أسعار الذهب بـ 35% في 2025، لكن مع توقع تراجع التوقعات للعام القادم إذا تراجعت الضغوط التضخمية. ومع ذلك، حتى مع الانحسار المتوقع، ستبقى الأسعار مرتفعة بشكل تاريخي.
حوالي 42% من صناديق التحوط الكبرى عززت مراكزها في الذهب خلال الربع الثالث من 2025 - دليل واضح على أن المؤسسات تشتري الذهب كتأمين طويل الأجل ضد المخاطر المالية.
الأزمات الجيوسياسية: محرك خفي
التوترات بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، رفعت الطلب على الذهب بـ 7% على أساس سنوي. عندما تصاعدت المخاوف حول مضيق تايوان، قفزت الأسعار الفورية إلى 3400 دولار في يوليو. ومع استمرار حالة عدم اليقين، واصل الذهب الصعود ليكسر حاجز 4300 دولار في أكتوبر.
الدولار والسندات: العلاقة العكسية المعروفة
تراجع مؤشر الدولار بـ 7.64% من ذروته في بداية العام حتى نهاية نوفمبر 2025. بالتوازي، انخفضت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات من 4.6% إلى 4.07% في نفس الفترة.
هذا التراجع المزدوج في الدولار والعوائد الحقيقية (المستقرة قرب 1.2%) خلق بيئة مثالية للذهب. المستثمرون يبحثون عن توازن في محافظهم بعيداً عن الأصول الدولارية، مما يدعم الطلب على المعدن الأصفر.
توقعات 2026: أين يتجه الذهب؟
بنك HSBC يراهن على موجة صعود قوية، متوقعاً أن يصل الذهب إلى 5000 دولار للأوقية في النصف الأول من 2026، مع متوسط سنوي يبلغ 4600 دولار. هذا يمثل قفزة من 3455 دولار (متوسط 2025).
بنك أوف أمريكا رفع توقعاته أيضاً إلى 5000 دولار كذروة محتملة، مع متوسط متوقع بـ 4400 دولار، لكنه نبّه إلى احتمالية تصحيح قصير الأجل إذا بدأ المستثمرون بجني الأرباح.
غولدمان ساكس عدّلت توقعها إلى 4900 دولار للأوقية، مشيرة إلى تدفقات أقوى نحو صناديق الذهب المتداولة واستمرار اقتناءات البنوك المركزية.
جيه بي مورغان أكثر حماساً - توقع الوصول إلى حوالي 5055 دولار بحلول منتصف 2026.
الإجماع بين كبار المحللين يشير إلى نطاق 4800-5000 دولار كذروة محتملة، مع متوسط يتراوح بين 4200-4800 دولار.
في الشرق الأوسط: أرقام محلية
توقعات أسعار الذهب في المنطقة تعكس نفس الاتجاهات العالمية مع تحويل محلي:
في مصر، المتوقع أن يصل سعر الأوقية إلى حوالي 522,580 جنيه مصري - ارتفاع بـ 158.46% مقابل الأسعار الحالية.
في السعودية والإمارات، إذا افترضنا سعر الأوقية عند 5000 دولار مع ثبات أسعار الصرف (3.75-3.80 ريال لكل دولار، و3.67 درهم)، فقد نشهد أسعار تقارب 18750-19000 ريال سعودي و18375-19000 درهم إماراتي للأوقية.
طبعاً، هذه التوقعات مشروطة باستقرار أسعار الصرف واستمرار الطلب العالمي دون صدمات اقتصادية كبرى.
هل يمكن أن ينخفض الذهب بدلاً من الصعود؟
رغم التفاؤل، HSBC حذّرت من أن الزخم قد يفقد جزءاً من قوته في النصف الثاني من 2026، مع احتمالات تصحيح نحو 4200 دولار إذا لجأ المستثمرون لجني الأرباح. لكنهم استبعدوا انخفاضاً دون 3800 دولار ما لم تحدث صدمة اقتصادية حقيقية.
غولدمان ساكس حذّرت من أن استمرار الأسعار فوق 4800 دولار قد يضع السوق أمام “اختبار المصداقية السعرية” - أي اختبار قدرة الذهب على الحفاظ على مستوياته العالية في ظل ضعف الطلب الصناعي.
لكن محللو جيه بي مورغان ودويتشه بنك اتفقوا على أن الذهب دخل منطقة سعرية جديدة يصعب كسرها نحو الأسفل، بفضل تحول استراتيجي في نظرة المستثمرين إليه كأصل طويل الأجل وليس مجرد أداة مضاربة قصيرة.
التحليل الفني: ماذا يقول الرسم البياني؟
أغلق الذهب تعاملات 21 نوفمبر 2025 عند 4065 دولار للأوقية، وهو يتمسك بخط الاتجاه الصاعد الرئيسي على المدى القصير والمتوسط. المستوى 4000 دولار يشكل دعماً قوياً - كسره قد يستهدف 3800 دولار (مستوى 50% من تصحيح فيبوناتشي).
مؤشر القوة النسبية (RSI) يستقر عند 50، مما يعني حياد تام في السوق - لا تشبع شرائي ولا بيعي. هذا يشير إلى مرحلة انتظار قبل اتخاذ اتجاه جديد.
مؤشر MACD يبقى فوق الصفر، مما يؤكد أن الاتجاه العام ما زال صاعداً. التحليل الفني يرجّح أن يتداول الذهب في نطاق عرضي مائل للصعود بين 4000-4220 دولار على المدى القريب، مع بقاء الصورة العامة إيجابية طالما ظل فوق خط الاتجاه الرئيسي.
النقطة الأهم: البيئة الاقتصادية الأعم
في النهاية، توقعات سعر الذهب للفترة القادمة تتوقف على سؤال واحد: هل ستستمر العوائد الحقيقية في التراجع وبقاء الدولار ضعيفاً؟ إذا كان الجواب نعم، فالذهب مرشح لتحقيق قمم تاريخية جديدة عند 5000 دولار أو أعلى.
لكن إذا بدأ التضخم ينحسر فعلياً وعادت الثقة للأسواق المالية، قد يدخل الذهب مرحلة استقرار طويلة الأجل، مما يحول دون تحقيق المستويات المستهدفة.
الخلاصة: 2026 سيكون عام حسم حقيقي لمسار أسعار الذهب - إما نحو قمم تاريخية، أو نحو مرحلة تصحيح معقولة. كل هذا يتوقف على تطور العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي لا تزال غير محسومة بالكامل حتى الآن.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
الذهب في 2026: هل ستحقق أوقية الذهب مستويات قياسية جديدة؟
عام 2025 كان بمثابة نقطة تحول حقيقية في مسار أسعار الذهب، فقد شهدنا قفزات جنونية دفعت السعر ليلامس 4300 دولار للأوقية في أكتوبر، قبل أن ينسحب نحو 4000 دولار في نوفمبر. هذا التذبذب أثار سؤالاً محرقاً في أذهان المستثمرين: هل سننتظر مستويات 5000 دولار في 2026، أم أن الذهب يقترب من سقفه السعري؟
لماذا ارتفع الذهب بهذه الجرأة في 2025؟
المتوسط السنوي للذهب في 2025 بلغ حوالي 3455 دولار للأوقية، لكن الحقيقة أعقد من مجرد رقم. البنوك المركزية العالمية تشتري الذهب بوتيرة هستيرية - أضافت 244 طن في الربع الأول وحده، وهي نسبة تفوق المتوسط التاريخي بـ 24%. الآن، 44% من البنوك المركزية حول العالم تمتلك احتياطيات ذهبية، مقابل 37% فقط عام 2024. هذا ليس صدفة - إنه انعكاس لرغبة حقيقية في الخروج من هيمنة الدولار الأمريكي.
من جانب آخر، المستثمرون الأفراد دخلوا السوق بقوة. البيانات تشير إلى أن 28% من المستثمرين الجدد في الأسواق المتقدمة أضافوا الذهب لمحافظهم للمرة الأولى الخريف الماضي. صناديق الذهب المتداولة استقطبت رؤوس أموال ضخمة، حيث وصلت الأصول المُدارة إلى 472 مليار دولار، مع حيازات بلغت 3838 طن - وهو قريب جداً من الذروة التاريخية البالغة 3929 طن.
الطلب الإجمالي على الذهب في الربع الثاني من 2025 بلغ 1249 طن بقيمة 132 مليار دولار - ارتفاع بـ 45% عن السنة الماضية. أمريكا الشمالية وحدها استحوذت على أكثر من نصف الطلب العالمي بـ 618.8 طن منذ بداية العام حتى سبتمبر.
جانب العرض: الشح الذي يدعم الأسعار
هنا يكمن السر الحقيقي لقوة الذهب. الإنتاجية القياسية من المناجم بلغت 856 طن في الربع الأول، لكن هذه الزيادة البطيئة بـ 1% فقط لا تقترب من سد الفجوة مع الطلب المتصاعد. بل الأسوأ - الذهب المعاد تدويره انخفض بـ 1%، لأن أصحاب القطع يفضلون احتباسها على أمل مزيد من الارتفاع.
تكاليف الاستخراج نفسها باتت عاملاً محدداً. متوسط تكلفة استخراج أوقية الذهب وصل إلى 1470 دولار في منتصف 2025 - أعلى مستوى في عقد كامل. هذا يعني أن التوسع في الإنتاج لن يكون سهلاً أو رخيصاً، مما يؤدي إلى استمرار الندرة النسبية التي تدعم الأسعار المرتفعة.
الاحتياطي الفيدرالي: خفضات الفائدة تدعم الذهب
في أكتوبر 2025، خفض الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بـ 25 نقطة أساس إلى 3.75-4.00%. هذا هو الخفض الثاني منذ ديسمبر 2024، وأسواق العقود الآجلة تسعّر خفضاً ثالثاً بـ 25 نقطة في اجتماع ديسمبر.
البنك الدولي توقّع أن يستهدف الفيدرالي معدل فائدة بـ 3.4% بنهاية 2026 في السيناريو المعتدل. كل خفض فائدة يقلل من تكلفة الفرصة على الذهب - أصل لا يدر عائد - ويجعله أكثر جاذبية كملاذ آمن.
البنوك المركزية الأخرى لا تتخلف
السياسات النقدية العالمية تسير بخطى متفاوتة. بينما يخفض الفيدرالي، البنك المركزي الأوروبي استمر في التشديد لمكافحة التضخم، لكن بنك اليابان بقي متيسراً. هذا التباين نفسه يعزز دور الذهب كأداة تحوط عالمية تتجاوز الفروقات بين السياسات المختلفة.
التضخم والديون السيادية: تهديد حقيقي
صندوق النقد الدولي حذّر من أن الدين العام العالمي تجاوز 100% من الناتج المحلي الإجمالي - رقم لم يشهده العالم من قبل. هذا يخلق موجة قلق حول استدامة السياسات المالية.
البنك الدولي توقّع ارتفاع أسعار الذهب بـ 35% في 2025، لكن مع توقع تراجع التوقعات للعام القادم إذا تراجعت الضغوط التضخمية. ومع ذلك، حتى مع الانحسار المتوقع، ستبقى الأسعار مرتفعة بشكل تاريخي.
حوالي 42% من صناديق التحوط الكبرى عززت مراكزها في الذهب خلال الربع الثالث من 2025 - دليل واضح على أن المؤسسات تشتري الذهب كتأمين طويل الأجل ضد المخاطر المالية.
الأزمات الجيوسياسية: محرك خفي
التوترات بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، رفعت الطلب على الذهب بـ 7% على أساس سنوي. عندما تصاعدت المخاوف حول مضيق تايوان، قفزت الأسعار الفورية إلى 3400 دولار في يوليو. ومع استمرار حالة عدم اليقين، واصل الذهب الصعود ليكسر حاجز 4300 دولار في أكتوبر.
الدولار والسندات: العلاقة العكسية المعروفة
تراجع مؤشر الدولار بـ 7.64% من ذروته في بداية العام حتى نهاية نوفمبر 2025. بالتوازي، انخفضت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات من 4.6% إلى 4.07% في نفس الفترة.
هذا التراجع المزدوج في الدولار والعوائد الحقيقية (المستقرة قرب 1.2%) خلق بيئة مثالية للذهب. المستثمرون يبحثون عن توازن في محافظهم بعيداً عن الأصول الدولارية، مما يدعم الطلب على المعدن الأصفر.
توقعات 2026: أين يتجه الذهب؟
بنك HSBC يراهن على موجة صعود قوية، متوقعاً أن يصل الذهب إلى 5000 دولار للأوقية في النصف الأول من 2026، مع متوسط سنوي يبلغ 4600 دولار. هذا يمثل قفزة من 3455 دولار (متوسط 2025).
بنك أوف أمريكا رفع توقعاته أيضاً إلى 5000 دولار كذروة محتملة، مع متوسط متوقع بـ 4400 دولار، لكنه نبّه إلى احتمالية تصحيح قصير الأجل إذا بدأ المستثمرون بجني الأرباح.
غولدمان ساكس عدّلت توقعها إلى 4900 دولار للأوقية، مشيرة إلى تدفقات أقوى نحو صناديق الذهب المتداولة واستمرار اقتناءات البنوك المركزية.
جيه بي مورغان أكثر حماساً - توقع الوصول إلى حوالي 5055 دولار بحلول منتصف 2026.
الإجماع بين كبار المحللين يشير إلى نطاق 4800-5000 دولار كذروة محتملة، مع متوسط يتراوح بين 4200-4800 دولار.
في الشرق الأوسط: أرقام محلية
توقعات أسعار الذهب في المنطقة تعكس نفس الاتجاهات العالمية مع تحويل محلي:
في مصر، المتوقع أن يصل سعر الأوقية إلى حوالي 522,580 جنيه مصري - ارتفاع بـ 158.46% مقابل الأسعار الحالية.
في السعودية والإمارات، إذا افترضنا سعر الأوقية عند 5000 دولار مع ثبات أسعار الصرف (3.75-3.80 ريال لكل دولار، و3.67 درهم)، فقد نشهد أسعار تقارب 18750-19000 ريال سعودي و18375-19000 درهم إماراتي للأوقية.
طبعاً، هذه التوقعات مشروطة باستقرار أسعار الصرف واستمرار الطلب العالمي دون صدمات اقتصادية كبرى.
هل يمكن أن ينخفض الذهب بدلاً من الصعود؟
رغم التفاؤل، HSBC حذّرت من أن الزخم قد يفقد جزءاً من قوته في النصف الثاني من 2026، مع احتمالات تصحيح نحو 4200 دولار إذا لجأ المستثمرون لجني الأرباح. لكنهم استبعدوا انخفاضاً دون 3800 دولار ما لم تحدث صدمة اقتصادية حقيقية.
غولدمان ساكس حذّرت من أن استمرار الأسعار فوق 4800 دولار قد يضع السوق أمام “اختبار المصداقية السعرية” - أي اختبار قدرة الذهب على الحفاظ على مستوياته العالية في ظل ضعف الطلب الصناعي.
لكن محللو جيه بي مورغان ودويتشه بنك اتفقوا على أن الذهب دخل منطقة سعرية جديدة يصعب كسرها نحو الأسفل، بفضل تحول استراتيجي في نظرة المستثمرين إليه كأصل طويل الأجل وليس مجرد أداة مضاربة قصيرة.
التحليل الفني: ماذا يقول الرسم البياني؟
أغلق الذهب تعاملات 21 نوفمبر 2025 عند 4065 دولار للأوقية، وهو يتمسك بخط الاتجاه الصاعد الرئيسي على المدى القصير والمتوسط. المستوى 4000 دولار يشكل دعماً قوياً - كسره قد يستهدف 3800 دولار (مستوى 50% من تصحيح فيبوناتشي).
مؤشر القوة النسبية (RSI) يستقر عند 50، مما يعني حياد تام في السوق - لا تشبع شرائي ولا بيعي. هذا يشير إلى مرحلة انتظار قبل اتخاذ اتجاه جديد.
مؤشر MACD يبقى فوق الصفر، مما يؤكد أن الاتجاه العام ما زال صاعداً. التحليل الفني يرجّح أن يتداول الذهب في نطاق عرضي مائل للصعود بين 4000-4220 دولار على المدى القريب، مع بقاء الصورة العامة إيجابية طالما ظل فوق خط الاتجاه الرئيسي.
النقطة الأهم: البيئة الاقتصادية الأعم
في النهاية، توقعات سعر الذهب للفترة القادمة تتوقف على سؤال واحد: هل ستستمر العوائد الحقيقية في التراجع وبقاء الدولار ضعيفاً؟ إذا كان الجواب نعم، فالذهب مرشح لتحقيق قمم تاريخية جديدة عند 5000 دولار أو أعلى.
لكن إذا بدأ التضخم ينحسر فعلياً وعادت الثقة للأسواق المالية، قد يدخل الذهب مرحلة استقرار طويلة الأجل، مما يحول دون تحقيق المستويات المستهدفة.
الخلاصة: 2026 سيكون عام حسم حقيقي لمسار أسعار الذهب - إما نحو قمم تاريخية، أو نحو مرحلة تصحيح معقولة. كل هذا يتوقف على تطور العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي لا تزال غير محسومة بالكامل حتى الآن.