ما مدى صعوبة تحقيق الانكماش في الشبكة العامة؟ يبدو أن هذا السؤال بسيط، لكنه في الواقع يتعلق بالمنطق الاقتصادي للنظام البيئي بأكمله.

لنوضح نقطة مهمة: الشبكة العامة ليست عملة ميم. فهي تحتاج إلى مكافآت كتلة مستمرة لتحفيز المعدنين أو المدققين على المشاركة، وتحتاج إلى آلية إقفال لضمان الأمان، وتحتاج إلى تصويت حوكمة لدفع التحديثات. حتى بيتكوين ليست استثناءً — يجب أن يكون هناك عائد يكفي لتعويض تكلفة التعدين. وتحت هذه القيود، فإن الحديث عن الانكماش ليس بالأمر السهل.

فأين تكمن احتمالية الانكماش؟ الجواب هو: أن تكون رسوم المعاملات التي تتقاضاها الشبكة العامة تغطي، أو حتى تتجاوز، نفقات مكافأة الكتلة. وهناك طريقان لذلك.

الطريق الأول هو تراكم حجم المعاملات — شبكات مثل ETH وBNB تتبع هذا النهج. مع آلاف المعاملات في الثانية، وتدفقات رسوم ضخمة، يمكنها بشكل طبيعي الحفاظ على الانكماش. لكن هذا حلم غير ممكن لمعظم الشبكات العامة.

أما الطريق الثاني فهو أكثر تطرفًا: أن تكون رسوم المعاملات مرتفعة جدًا لدرجة لا تصدق. LUNC اتبعت هذا النهج — حيث يتم فرض 0.5% رسوم على التحويلات، منها 80% يتم حرقها مباشرة، و10% تذهب إلى خزانة تطوير المجتمع، و10% تبقى كمكافأة للكتلة. بمعنى آخر، عند نقل 1 مليار LUNC، ستدفع 50 ألف قطعة كرسوم، منها 40 ألف تختفي إلى الأبد، ولن تعود أبدًا.

هل يمكن أن يصبح هذا النموذج هو المستقبل؟ من الناحية الاقتصادية، ليس مستحيلًا. سابقًا، اعتمد ETH على رسوم عالية لبناء حاجز اقتصادي، وLUNC تسير الآن على نفس الطريق. الفرق هو أن الزمن مختلف — أحدهما ميزة السبق، والآخر هو إعادة إحياء من الرماد.

نقطة المراقبة الرئيسية: كل دقيقة، وكل ساعة، وكل يوم، LUNC يتجه نحو الانكماش المستمر. هذا ليس كلامًا فارغًا، بل بيانات تحدث في الوقت الحقيقي. السؤال هو: هل يمكن لهذا النموذج ذو الرسوم العالية أن يجذب حجم معاملات كافٍ على المدى الطويل للحفاظ على حيوية النظام البيئي — وهذا هو الاختبار الحقيقي.