وفقًا لبيانات Deribit، ستنتهي صلاحية 230 مليار دولار من عقود خيارات البيتكوين يوم الجمعة، وهو حجم يمثل نصف إجمالي العقود غير المُسددة على أكبر منصة خيارات في العالم. في هيكل السوق، تراكمت مراكز البيع عند سعر تنفيذ 85,000 دولار بمقدار 1.4 مليار دولار، مما يشكل منطقة جذب واضحة للسعر. بمجرد وصول السعر إلى تلك المنطقة، قد تؤدي عمليات التحوط التي يقوم بها صانع السوق إلى ردود فعل متسلسلة. في الوقت نفسه، تظل خيارات الشراء عند 100,000 و 120,000 دولار جديرة بالملاحظة، حيث يبدو أن المستثمرين المؤسسيين يستعدون لانتعاش محتمل.

تقلبات الأسعار عند تاريخ انتهاء صلاحية الخيارات ليست عشوائية تمامًا. من خلال البيانات التاريخية، عادةً ما يضع اللاعبون الرئيسيون مراكزهم مسبقًا عند مناطق أسعار تنفيذ ذات كثافة عالية، ثم يستخدمون تأثير ضغط غاما لتضخيم تقلبات السوق، مما يدفع السعر نحو "نقطة الألم القصوى"، وفي النهاية يحققون تحوط مراكزهم. كانت تقلبات قوية بمقدار 2000 نقطة في يوم واحد في ديسمبر من العام الماضي مثالًا نموذجيًا على ذلك.

بالنسبة للمشاركين، فإن السيطرة على المخاطر تعتمد بشكل رئيسي على إدارة المراكز. يجب أن يتم التحكم في حجم المراكز الفورية ضمن 30%، وبناء مراكز حماية باستخدام خيارات البيع خارج النقود، مع التركيز على مراقبة مستوى الدعم الرئيسي عند 85,000 دولار. تُظهر البيانات التاريخية أنه عندما يستقر السعر عند هذا المستوى، فإن احتمالية النجاح في تحديد القمة وشراء القاع تزداد بشكل واضح. كما يجب الحذر من نافذة التقلبات المعاكسة خلال 48 ساعة بعد انتهاء صلاحية الخيارات، حيث تصل احتمالية السوق المعاكس إلى حوالي 75%.

التقلب بحد ذاته هو مخاطرة وفرصة في آنٍ واحد. الوظيفة الأساسية لأدوات الخيارات هي التحوط من المخاطر، وليس المقامرة والمضاربة. عندما يقوم المؤسسات بنسج "شبكة جاذبية" للسوق من خلال هيكل الخيارات، ينبغي على المشاركين العقلانيين أن يتعلموا كيفية التعامل بدقة داخل هذا الإطار. نجاحهم في البقاء على قيد الحياة خلال هذه الموجة من السوق يعتمد على فهمهم الحقيقي لآلية التقلبات وراء المشهد.