الذهب في طريقه لـ 5000 دولار.. هل 2026 هو عام التاريخ الجديد؟

شهد المعدن الأصفر رحلة صعود مذهلة منذ بدايات 2025، حيث اخترق حاجز 4300 دولار للأوقية في أكتوبر، ليثير تساؤلات جادة حول ما إذا كان عام 2026 سيشهد قفزة نوعية نحو 5000 دولار. لكن السؤال الحقيقي ليس فقط عن الارتفاع، بل عن العوامل التي تدفع هذا الصعود والمخاطر التي قد توقفه.

لماذا الذهب الآن؟ العوامل خلف الارتفاع المجنون

الديون والمخاطر تفتح الطريق للملاذ الآمن

تجاوز الدين العام العالمي 100% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو رقم لا يسبق له مثيل يثير قلق صناديق التحوط والمستثمرين المؤسسيين. أظهرت بيانات بلومبرغ أن 42% من صناديق التحوط الكبرى عززت مراكزها في الذهب خلال الربع الثالث من 2025، باحثة عن ملاذ آمن وسط الفوضى المالية.

في المقابل، انخفضت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات من 4.6% في الربع الأول إلى 4.07% بنهاية نوفمبر 2025، مما قلل تكلفة الفرصة على الذهب كأصل لا يدر فائدة. الدولار نفسه تراجع بـ 7.64% من ذروته، ما فتح الباب أمام الاستثمار الأجنبي في المعدن الثمين.

البنوك المركزية تشتري بنهم

استمرت البنوك المركزية العالمية في الشراء بوتيرة قياسية. أضاف بنك الشعب الصيني وحده أكثر من 65 طن خلال النصف الأول من 2025، بينما زادت تركيا احتياطياتها فوق 600 طن. الآن، 44% من البنوك المركزية حول العالم تدير احتياطيات ذهبية، مقابل 37% فقط في 2024.

توقع مجلس الذهب العالمي أن تظل هذه المشتريات العامل الأساسي في دعم الطلب حتى نهاية 2026، خاصة من الأسواق الناشئة التي تحاول حماية عملاتها من تقلبات أسعار الصرف.

المستثمرون الأفراد يدخلون اللعبة

بيانات مثيرة: 28% من المستثمرين الجدد في الأسواق المتقدمة أضافوا الذهب لمحافظهم لأول مرة في 2024-2025. لم يكونوا مستثمرين محترفين، بل أفراد عاديين اكتشفوا الذهب كخيار استثماري.

صناديق الذهب المتداولة (ETFs) استقطبت تدفقات ضخمة، مما رفع الأصول المدارة إلى 472 مليار دولار. الحيازات وصلت إلى 3838 طن، وهو قريب جداً من الذروة التاريخية البالغة 3929 طن.

التوترات الجيوسياسية: الحافز المنسي

عندما تصاعدت المخاوف في مضيق تايوان في يوليو 2025، قفز الذهب إلى 3400 دولار. في أكتوبر، عندما تجددت التوترات، اخترق 4300 دولار.

الغموض الجيوسياسي وحده رفع الطلب بـ 7% على أساس سنوي، وفقاً لرويترز. النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، جعلت الذهب خياراً استراتيجياً لا يمكن تجاهله.

السياسة النقدية: معركة الفائدة

خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفائدة بـ 25 نقطة أساس في أكتوبر 2025 إلى 3.75-4.00%، وهو الخفض الثاني منذ ديسمبر 2024. توقعات السوق تسعر خفضاً إضافياً بـ 25 نقطة في ديسمبر 2025.

لكن الأهم: بلاك روك توقعت أن يستهدف الفيدرالي معدل فائدة يصل إلى 3.4% بحلول نهاية 2026. هذا يعني ضعفاً متتالياً للدولار وتراجعاً مستمراً في العوائد الحقيقية، وهي الظروف المثالية للذهب.

في الوقت ذاته، اعتمد البنك المركزي الأوروبي سياسة تشديد تدريجي، بينما احتفظ بنك اليابان بسياستها التيسيرية. هذا التباين خلق بيئة مثالية للمعدن الأصفر كأداة تحوط عالمية.

العرض والطلب: الفجوة تتسع

الطلب على الذهب في الربع الثاني من 2025 وصل إلى 1249 طناً، بزيادة 3% سنوية. القيمة قفزت 45% لتصل إلى 132 مليار دولار. لكن الإنتاج من المناجم بلغ 856 طناً فقط في الربع الأول.

ما يفاقم المشكلة؟ الذهب المعاد تدويره تراجع بـ 1%، لأن أصحاب القطع الذهبية يفضلون الاحتفاظ بها مع توقعات استمرار الارتفاع. الفجوة بين الطلب والعرض تتسع بشكل ينذر بمزيد من الصعود.

كما ارتفعت تكاليف الاستخراج العالمية إلى 1470 دولار للأوقية، أعلى مستوى منذ عقد. هذا يعني أن أي زيادة في الإنتاج ستكون بطيئة ومكلفة.

توقعات 2026: أين المحللون يضعون الذهب؟

البنوك الكبرى متفائلة

  • HSBC: 5000 دولار في النصف الأول من 2026، مع متوسط 4600 دولار خلال العام
  • بنك أوف أمريكا: 5000 دولار كذروة محتملة، متوسط 4400 دولار
  • جولدمان ساكس: 4900 دولار للأوقية
  • جيه بي مورغان: 5055 دولار بحلول منتصف 2026

النطاق الأكثر ترجيحاً: 4800-5000 دولار كذروة، مع متوسط يتراوح بين 4200-4800 دولار.

لكن هناك تحذيرات

HSBC أشارت إلى أن الزخم قد يفقد قوته في النصف الثاني من 2026، مع احتمالات تصحيح نحو 4200 دولار إذا بدأ المستثمرون جني الأرباح. لكنها استبعدت هبوطاً دون 3800 دولار ما لم تحدث صدمة اقتصادية كبرى.

غولدمان ساكس حذّرت من “اختبار المصداقية السعرية”: إذا استمرت الأسعار فوق 4800 دولار، قد تختبر السوق قدرة الذهب على الحفاظ على هذه المستويات في ظل ضعف الطلب الصناعي.

هل ينخفض الذهب في 2026؟ الإجابة معقدة

إذا استمرت العوائد الحقيقية في التراجع، وبقي الدولار ضعيفاً، فالذهب مرشح لتسجيل قمم تاريخية جديدة قد تتجاوز 5000 دولار. لكن إذا تراجع التضخم بسرعة وعادت الثقة للأسواق المالية، قد يدخل المعدن مرحلة استقرار طويلة الأجل.

المستثمرون الكبار وضعوا رهاناتهم. البنوك المركزية تشتري. الديون تتفاقم. النقود تزداد تدفقاً إلى صناديق الذهب. كل هذه العوامل تشير إلى أن الذهب لم ينته بعد من قصته الصاعدة.

في الشرق الأوسط: أرقام محلية

مصر: توقعات أسعار الذهب تشير إلى وصول السعر إلى حوالي 522,580 جنيهاً مصرياً للأوقية، بزيادة 158% عن الأسعار الحالية.

السعودية والإمارات: إذا وصل الذهب إلى 5000 دولار كما توقعت البنوك الكبرى، قد يتراجم إلى حوالي 18,750-19,000 ريال سعودي، و18,375-19,000 درهم إماراتي للأوقية (بافتراض استقرار أسعار الصرف).

لكن هذه التوقعات تبقى تقريبية وتعتمد على استقرار أسعار الصرف واستمرار الطلب العالمي.

التحليل الفني: أين الذهب الآن؟

أغلق الذهب تعاملات 21 نوفمبر 2025 عند 4065 دولاراً للأوقية، بعدما لامس 4381 دولاراً في 20 أكتوبر. كسر خط القناة الصاعدة، لكنه لا يزال متمسكاً بخط الاتجاه الرئيسي على المدى القصير إلى المتوسط.

الدعم القوي: 4000 دولار المقاومات: 4200 دولار (أول مقاومة قوية)، ثم 4400 و 4680

مؤشر RSI استقر عند 50 (حياد تام)، بينما MACD لا يزال فوق الصفر (اتجاه صاعد). التوقع: تداول في نطاق 4000-4220 دولار على المدى القريب، مع بقاء الصورة العامة إيجابية.

كيفية الاستفادة من هذه التحركات

هناك خيارات متعددة: شراء سبائك ذهبية فعلية، الاستثمار في صناديق الذهب المتداولة، أو شراء أسهم شركات التعدين. لكن للمتداولين الراغبين في المضاربة على التحركات قصيرة الأجل، العقود مقابل الفروقات توفر فرصة للاستفادة من التقلبات.

ملاحظة مهمة: العقود مقابل الفروقات تنطوي على مخاطر كبيرة وفرص ربح كبيرة أيضاً. اختر وسيط موثوق يوفر تنفيذاً سريعاً، رسوم بيانية ديناميكية، وتقويماً اقتصادياً محدثاً، بالإضافة إلى دعم عملاء قوي وتدريبات احترافية.

الخلاصة: 2026 سيكون سنة الحسم

مع اقتراب نهاية دورة التشديد النقدي ودخول الاقتصاد العالمي مرحلة تباطؤ، سيشهد السوق صراعاً بين جني الأرباح وموجات شراء جديدة من البنوك المركزية والمستثمرين.

إذا استمرت العوائد الحقيقية في التراجع وبقي الدولار ضعيفاً، فالذهب مرشح لتسجيل مستويات تاريخية جديدة، ربما تتجاوز 5000 دولار. أما إذا انقلبت الأوراق بسرعة واستعاد الثقة الأسواق المالية، فقد نشهد استقراراً طويل الأجل بدلاً من الانفجارية المتوقعة.

البيانات حالياً تشير إلى الخيار الأول. لكن الأسواق مليئة بالمفاجآت.

قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت