كثير من الناس قد اشتكوا من نفس اللعنة: كلما اشتريت ينخفض السعر، وعندما تبيع يرتفع، وكأن السوق يتعمد أن يعاندك. لكن في الواقع، ليست مسألة حظ، ولا قوة غامضة تتحكم، بل منطق سوق يمكن تتبعه.

لنبدأ بأكثر نقطة مؤلمة — نمط عمليات المتداولين الأفراد يتطابق بشكل كبير. عندما يرتفع سعر العملة، الجميع يندفع بحماس لشراء الارتفاع؛ وعندما ينخفض السعر، يتجمعون بشكل جماعي لبيع الخوف. هذا النوع من القرارات التجارية المدفوعة بالمشاعر يؤدي إلى تركيز دخول وخروج المتداولين الأفراد في مناطق سعرية مماثلة، والنتيجة بالطبع أن يتبعوا إيقاعًا معاكسًا.

السبب الأعمق يكمن في لعبة النفس بين القوى الرئيسية. فهم يعرفون جيدًا نقاط خوف وجشع المتداولين الأفراد، ويصممون بحذر موجات تذبذب لتمويه السوق — عند الانخفاض، يثيرون رغبتك في البيع بخسارة، وعند الارتفاع، يغريونك بالشراء عند السعر العالي. يبدو أن السوق يستهدفك، لكن في الحقيقة، نقاط عملياتك تصادف أن تكون ضمن "قائمة فريستهم".

هناك عامل آخر يسهل تجاهله: صعود التداول الآلي (الكمية). أنظمة التداول الخوارزمية هذه تعتمد على نماذج البيانات والقوانين التاريخية، ولا تتأثر بمشاعر البشر، وتنفيذها لا يقارن بمستوى البشر. المتداولون الأفراد يعتمدون على الحدس، مما يجعلهم أكثر عرضة للانفصال عن اتجاه السوق.

لكن من المهم أن نوضح أن التداول الآلي، رغم أنه أكثر عقلانية، ليس حلاً سحريًا. البيانات التاريخية تبقى تاريخية، وتغيرات السوق غالبًا ما تكون غير متوقعة، ولا توجد استراتيجية يمكنها التنبؤ باتجاه السوق بنسبة 100%.

في النهاية، ما تواجهه ليس قدرًا يضحك عليك، بل مشكلتان رئيسيتان: الأولى هي عدم التعرف على أساليب القوى الرئيسية، والثانية هي ضعف النفس وعدم الالتزام. للتخلص من هذه الحلقة المفرغة، المفتاح هو بناء منطقتك الخاصة في التداول، ثم الالتزام بالانضباط، وعدم السماح للمشاعر أن تسيطر على محفظتك.