عام 2025 يقترب من نهايته، وإذا أردت استخدام كلمة واحدة لوصف هذا العام كله من الاقتصاد والتجارة العالمية، فإن "الأفعوانية" هي الأنسب. منذ 20 يناير، لم تتوقف عاصفة الرسوم الجمركية التي اجتاحت العالم. هذا العام، شهدنا بأعيننا أكثر إعادة تشكيل شاملة لقواعد التجارة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية.

دعونا نتحدث عن الثاني من أبريل - ما سماه ترامب "يوم التحرير". في هذا اليوم، فرضت الولايات المتحدة رسميا تعريفات جمركية معيارية على معظم السلع المستوردة. يبدو الأمر بسيطا، لكن ما المعنى وراء ذلك؟ لقد انتهى عصر "الحكم" للتجارة الحرة العالمية. بدلا من ذلك، هناك "معاملة بالمثل" العارية - سأبيعك بقدر ما تبيع لي، ولا مجال للتفاوض.

البيانات تتحدث بقوة. وفقا لإحصائيات مختبر الميزانية في جامعة ييل، ارتفع متوسط معدل الرسوم الجمركية الفعلي في الولايات المتحدة من أقل من 3٪ في نهاية عام 2024 إلى حوالي 17٪ بحلول نهاية عام 2025. تضاعف الزيادة يعكس مدى عنف هذا التغيير.

ماذا فعل ترامب؟ غير الرسوم الجمركية بالكامل من "الأدوات الدفاعية" التقليدية إلى "أسلحة هجومية". الأمر ليس حماية تجارية بقدر ما هو قمع تفاوض صريح. ومن خلال هذا الضغط الشديد، أجبرت واشنطن المكسيك وكندا وحتى الاتحاد الأوروبي على العودة إلى طاولة المفاوضات خلال عام واحد فقط، محاولة استخلاص المزيد من الفوائد من كل دولة.

دخلت اللعبة بين الصين والولايات المتحدة مرحلة جديدة. يطلق على عام 2025 اسم "النسخة 2.0" من الحرب التجارية الصينية الأمريكية. إذا كان لا يزال يتقطع من قبل، فهو الآن مواجهة شاملة - يمتد من تجارة السلع إلى التكنولوجيا والاستثمار وكل ركن من أركان السلسلة الصناعية. هذا الصراع أكثر بكثير من مجرد مسألة بين البلدين، بل يتم إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية، وتدفقات رأس المال، وأسعار السلع.