الأربعاء شهد تحولًا كبيرًا في سوق الدولار الأمريكي. مع إعادة تقييم المستثمرين لبيئة قرارات الاحتياطي الفيدرالي، ارتفع مؤشر الدولار بقوة مسجلاً أكبر مكاسب يومية منذ نهاية سبتمبر. ارتفع مؤشر الدولار الفوري من بلومبرج يوم الأربعاء بنسبة 0.5% وأغلق عند أعلى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين، مما يعكس تفاؤل السوق تجاه اتجاه الدولار.
المنطق السياسي وراء قوة الدولار
العامل الرئيسي الذي يدفع الدولار للارتفاع هو إعادة تسعير السوق لمسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي. أعلنت إدارة الإحصاءات الأمريكية أن تقرير التوظيف الكامل لشهر أكتوبر لن يُنشر في موعده بسبب توقف الحكومة الفيدرالية. والأهم من ذلك، أن بيانات التوظيف غير الزراعي لشهر نوفمبر، المقررة في 5 ديسمبر، تم تأجيلها إلى 16 ديسمبر، أي تقريبًا بعد أسبوع من آخر اجتماع سياسي للاحتياطي الفيدرالي.
هذا التأجيل أضعف مباشرة دعم البيانات لقرارات الاحتياطي الفيدرالي. مع غياب بيانات أكتوبر الكاملة وتقارير التوظيف الفورية لشهر نوفمبر، سيواجه الاحتياطي الفيدرالي فجوة معلوماتية عند تقييم الحالة الاقتصادية. في ظل هذا السياق، قام المتداولون بتعديل توقعاتهم لخفض الفائدة بشكل حاد — حيث أظهرت بيانات CME أن احتمالية خفض الفائدة في ديسمبر انخفضت من حوالي 94% قبل شهر إلى حوالي 30% الآن، وأقل من التوقع السابق بنسبة 50% في اليوم السابق.
ردود فعل السوق المتسلسلة
رد فعل سوق الذهب كان فوريًا على تغير مسار الدولار. في جلسة الأربعاء الصباحية في نيويورك، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى يومي عند 4132.86 دولار للأونصة، ثم شهدت هبوطًا حادًا. نتيجة لقوة الدولار، انخفض سعر الذهب الفوري إلى أدنى مستوى عند 4055.53 دولار للأونصة، مع تقلبات تجاوزت 77 دولارًا خلال الجلسة. وبنهاية التداول، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.26% فقط إلى 4077.93 دولار للأونصة، وهو أداء أقل بكثير من أعلى مستوى خلال الجلسة.
الآثار الناتجة عن ارتفاع الدولار لم تقتصر على سوق المعادن الثمينة. حيث انخفض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار للمرة الرابعة على التوالي، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 0.7% يوم الأربعاء، وهو أطول سلسلة هبوط منذ 24 أكتوبر. كما هبط الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى له منذ أبريل، تقريبًا محوًا مكاسبه السنوية. وتراجع الين مقابل الدولار بنسبة 1.1% ليصل إلى 157.18، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يناير.
توقعات المشاركين في السوق
تعتقد المؤسسات المهنية بشكل عام أن هناك إمكانيات لارتفاع الدولار. يرى محللو البنوك الأمريكية أن، على الرغم من أن الدولار شهد انتعاشًا رائعًا اليوم، إلا أن السوق لا تزال بحاجة إلى مزيد من البيانات لتأكيد ما إذا كان ينبغي خفض الفائدة في ديسمبر، مما يترك مجالًا لمزيد من ارتفاع الدولار.
وأشار محللو وول ستريت إلى أن غياب البيانات الاقتصادية الفورية يزيد من احتمالية إبقاء معدلات الفائدة ثابتة. إلا إذا ظهرت بيانات التوظيف في سبتمبر بشكل ضعيف غير معتاد، فإن معظم صانعي السياسات يميلون إلى عدم تغيير السياسة في ديسمبر. وأكدت البنوك الأمريكية أن عدم اليقين بشأن مستقبل المالية في المملكة المتحدة ساهم أيضًا في ارتفاع الدولار، حيث يواجه الجنيه الإسترليني ضغطًا مستمرًا قبل إعلان الميزانية البريطانية الأسبوع المقبل.
نقطة التحول السياسية في ظل غياب البيانات
لقد كشفت محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 28-29 أكتوبر عن خلافات داخلية. على الرغم من قرار خفض الفائدة الشهر الماضي، لا تزال هناك مخاوف بين المسؤولين من أن خفض أسعار الاقتراض قد يضعف جهود كبح التضخم، محذرين من أن المزيد من خفض الفائدة قد يقلل من فعالية مكافحة التضخم. من المقرر إصدار تقرير التوظيف غير الزراعي لشهر سبتمبر يوم الخميس، لكن غياب بيانات أكتوبر يعني أن البيانات المرجعية لقرارات ديسمبر ستكون غير مكتملة.
في ظل هذا الفراغ السياسي، تغيرت بشكل جذري توقعات السوق بشأن خفض الفائدة في ديسمبر. ارتفاع الدولار القوي يشير إلى أن السوق قد استعد تمامًا للحفاظ على السياسة النقدية الحالية، مع استعداد كامل لمزيد من التثبيت أو التعديلات المحدودة.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
فجوة بيانات التوظيف غير الزراعي تزعزع التوقعات السياسية، الدولار يتجه للصعود ويحقق أعلى مستوى في الأشهر الأخيرة
الأربعاء شهد تحولًا كبيرًا في سوق الدولار الأمريكي. مع إعادة تقييم المستثمرين لبيئة قرارات الاحتياطي الفيدرالي، ارتفع مؤشر الدولار بقوة مسجلاً أكبر مكاسب يومية منذ نهاية سبتمبر. ارتفع مؤشر الدولار الفوري من بلومبرج يوم الأربعاء بنسبة 0.5% وأغلق عند أعلى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين، مما يعكس تفاؤل السوق تجاه اتجاه الدولار.
المنطق السياسي وراء قوة الدولار
العامل الرئيسي الذي يدفع الدولار للارتفاع هو إعادة تسعير السوق لمسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي. أعلنت إدارة الإحصاءات الأمريكية أن تقرير التوظيف الكامل لشهر أكتوبر لن يُنشر في موعده بسبب توقف الحكومة الفيدرالية. والأهم من ذلك، أن بيانات التوظيف غير الزراعي لشهر نوفمبر، المقررة في 5 ديسمبر، تم تأجيلها إلى 16 ديسمبر، أي تقريبًا بعد أسبوع من آخر اجتماع سياسي للاحتياطي الفيدرالي.
هذا التأجيل أضعف مباشرة دعم البيانات لقرارات الاحتياطي الفيدرالي. مع غياب بيانات أكتوبر الكاملة وتقارير التوظيف الفورية لشهر نوفمبر، سيواجه الاحتياطي الفيدرالي فجوة معلوماتية عند تقييم الحالة الاقتصادية. في ظل هذا السياق، قام المتداولون بتعديل توقعاتهم لخفض الفائدة بشكل حاد — حيث أظهرت بيانات CME أن احتمالية خفض الفائدة في ديسمبر انخفضت من حوالي 94% قبل شهر إلى حوالي 30% الآن، وأقل من التوقع السابق بنسبة 50% في اليوم السابق.
ردود فعل السوق المتسلسلة
رد فعل سوق الذهب كان فوريًا على تغير مسار الدولار. في جلسة الأربعاء الصباحية في نيويورك، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى يومي عند 4132.86 دولار للأونصة، ثم شهدت هبوطًا حادًا. نتيجة لقوة الدولار، انخفض سعر الذهب الفوري إلى أدنى مستوى عند 4055.53 دولار للأونصة، مع تقلبات تجاوزت 77 دولارًا خلال الجلسة. وبنهاية التداول، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.26% فقط إلى 4077.93 دولار للأونصة، وهو أداء أقل بكثير من أعلى مستوى خلال الجلسة.
الآثار الناتجة عن ارتفاع الدولار لم تقتصر على سوق المعادن الثمينة. حيث انخفض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار للمرة الرابعة على التوالي، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 0.7% يوم الأربعاء، وهو أطول سلسلة هبوط منذ 24 أكتوبر. كما هبط الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى له منذ أبريل، تقريبًا محوًا مكاسبه السنوية. وتراجع الين مقابل الدولار بنسبة 1.1% ليصل إلى 157.18، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يناير.
توقعات المشاركين في السوق
تعتقد المؤسسات المهنية بشكل عام أن هناك إمكانيات لارتفاع الدولار. يرى محللو البنوك الأمريكية أن، على الرغم من أن الدولار شهد انتعاشًا رائعًا اليوم، إلا أن السوق لا تزال بحاجة إلى مزيد من البيانات لتأكيد ما إذا كان ينبغي خفض الفائدة في ديسمبر، مما يترك مجالًا لمزيد من ارتفاع الدولار.
وأشار محللو وول ستريت إلى أن غياب البيانات الاقتصادية الفورية يزيد من احتمالية إبقاء معدلات الفائدة ثابتة. إلا إذا ظهرت بيانات التوظيف في سبتمبر بشكل ضعيف غير معتاد، فإن معظم صانعي السياسات يميلون إلى عدم تغيير السياسة في ديسمبر. وأكدت البنوك الأمريكية أن عدم اليقين بشأن مستقبل المالية في المملكة المتحدة ساهم أيضًا في ارتفاع الدولار، حيث يواجه الجنيه الإسترليني ضغطًا مستمرًا قبل إعلان الميزانية البريطانية الأسبوع المقبل.
نقطة التحول السياسية في ظل غياب البيانات
لقد كشفت محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 28-29 أكتوبر عن خلافات داخلية. على الرغم من قرار خفض الفائدة الشهر الماضي، لا تزال هناك مخاوف بين المسؤولين من أن خفض أسعار الاقتراض قد يضعف جهود كبح التضخم، محذرين من أن المزيد من خفض الفائدة قد يقلل من فعالية مكافحة التضخم. من المقرر إصدار تقرير التوظيف غير الزراعي لشهر سبتمبر يوم الخميس، لكن غياب بيانات أكتوبر يعني أن البيانات المرجعية لقرارات ديسمبر ستكون غير مكتملة.
في ظل هذا الفراغ السياسي، تغيرت بشكل جذري توقعات السوق بشأن خفض الفائدة في ديسمبر. ارتفاع الدولار القوي يشير إلى أن السوق قد استعد تمامًا للحفاظ على السياسة النقدية الحالية، مع استعداد كامل لمزيد من التثبيت أو التعديلات المحدودة.