## هل لا يزال الدولار الأمريكي قادرًا على الاستمرار في التقدّم في عام 2025؟ تحليل اتجاهات أسعار العملات الدولية مقابل الدولار الأمريكي



**الاعتبارات المسبقة لتوقعات سعر صرف الدولار مقابل اليوان**

قبل مناقشة أداء الدولار في عام 2025، نحتاج أولاً إلى فهم مفهوم أساسي: تغيرات سعر صرف الدولار مقابل عملات الدول الأخرى تعكس جوهريًا قوة اقتصادين نسبيًا. عندما نقول أن الدولار يقدّر أو يهبط، فإننا في الواقع نقارن قوة شراء الدولار مقابل عملات أخرى مثل اليورو، الين، اليوان، وغيرها من العملات.

عادةً ما يُقاس سعر صرف الدولار بمؤشر الدولار الأمريكي (DXY) — وهو مؤشر يتكون من سلة من ست عملات رئيسية: اليورو، الين، الجنيه الإسترليني، الدولار الكندي، الكرون السويدي، والفرنك السويسري. ارتفاع المؤشر يدل على تقدّم الدولار، وانخفاضه يدل على تراجعه.

## الدولار في مفترق طرق حاسم

**الوضع الحالي: من القوة إلى التحول**

لقد انخفض الدولار لمدة خمسة أيام تداول متتالية، ووصل مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر (حوالي 103.45)، وتجاوز المتوسط المتحرك لـ200 يوم — وهو عادة إشارة هبوطية. البيانات الأخيرة حول سوق العمل الأمريكية كانت ضعيفة، مما أدى إلى توقعات السوق بأن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي دورة خفض أسعار الفائدة الجديدة.

هذا التوقع يضعف جاذبية الدولار. عندما ينخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية، تنخفض العوائد على سندات الخزانة المقومة بالدولار، مما يقلل من رغبة المستثمرين الدوليين في حيازة الدولار.

**سياسة الاحتياطي الفيدرالي: متغير رئيسي يحدد مصير الدولار**

الاتجاه طويل الأمد لمؤشر الدولار يعتمد بشكل رئيسي على مسار السياسة النقدية المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي. إذا بدأ الاحتياطي الفيدرالي دورة خفض أسعار الفائدة، فإن ذلك سيدفع الدولار للهبوط أكثر؛ وإذا استمر في رفع الفوائد، فقد يدعم الدولار.

من الناحية الفنية والأساسية، من المتوقع أن يظهر مؤشر الدولار في عام 2025 اتجاهًا هبوطيًا خلال فترة معينة. قد يشهد انتعاشًا مؤقتًا بسبب بعض البيانات الإيجابية (مثل نمو الوظائف بأكثر من المتوقع)، لكنه يظل معرضًا لضغوط هبوطية على المدى الطويل. إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي في سياسة خفض الفوائد واستمرت البيانات الاقتصادية في الضعف، فمن المحتمل أن ينخفض مؤشر الدولار إلى ما دون 102.

## دروس من الدورة التاريخية للدولار

من انهيار نظام بريتون وودز في السبعينيات حتى الآن، مر مؤشر الدولار بثمانية مراحل دورة واضحة:

**1971-1980: الانهيار الأول**
أعلن الحكومة الأمريكية التخلي عن الذهب، ودخل الدولار مرحلة تراجع. تلت ذلك أزمة النفط وارتفاع التضخم، مما أدى إلى هبوط مؤشر الدولار إلى أقل من 90.

**1980-1985: عصر الانتعاش**
اتخذ رئيس الاحتياطي الفيدرالي وولكر سياسة رفع أسعار الفائدة (وصلت إلى 20%) لمكافحة التضخم. تحت سياسة الدولار القوي، استمر مؤشر الدولار في الارتفاع ووصل إلى ذروته في 1985.

**1985-1995: سوق هابطة طويلة**
واجهت أمريكا عجزًا مزدوجًا (عجز مالي وتجاري)، ودخل الدولار في دورة تراجع استمرت لعقد كامل.

**1995-2002: ازدهار الإنترنت**
نمو اقتصادي قوي خلال فترة كلينتون، وتدفقات ضخمة من الأموال إلى الولايات المتحدة، مما دفع مؤشر الدولار لاختراق 120.

**2002-2010: ضربات الأزمة**
فقاعة الإنترنت، أحداث 9/11، التيسير الكمي، الأزمة المالية 2008 — كل ذلك أدى إلى هبوط مؤشر الدولار إلى حوالي 60، أدنى مستوى تاريخي.

**2011-2020: ملاذ للمخاطر**
أزمة ديون أوروبا أدت إلى شراء المستثمرين الدولار كملاذ، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر الدولار.

**2020-2022: التيسير الوبائي**
تأثير الجائحة، خفض الفيدرالي للفائدة إلى الصفر، ضخ سيولة غير مسبوق، أدى إلى هبوط الدولار، وواجه العالم ضغوط تضخمية كبيرة.

**2022-2024: رفع الفوائد بقوة**
رفع الفيدرالي للفائدة إلى أعلى مستوى منذ 25 عامًا، وبدء تقليص الميزانية (QT). على الرغم من نجاحه في كبح التضخم، إلا أن ثقة السوق بالدولار تضررت مرة أخرى.

هذه الدورة التاريخية تعلمنا أن: **اتجاه الدولار مرتبط بشكل وثيق بدورة الاقتصاد الأمريكي، وسياسة النقد، ويتأثر أيضًا بشكل كبير بالجغرافيا السياسية العالمية وسياسات الاقتصادات الأخرى.**

## توقعات سعر صرف الدولار مقابل اليوان وآفاق العملات الدولية

**الضغوط المزدوجة على الدولار مقابل اليوان**

تتأثر حركة الدولار مقابل اليوان بعاملين رئيسيين: سياسة الاحتياطي الفيدرالي والظروف الاقتصادية في الصين. إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفوائد، وتباطأت الصين، فمن المحتمل أن يقدّر الدولار مقابل اليوان؛ وإذا حدث العكس، فسيضعف الدولار.

حاليًا، يتداول الدولار مقابل اليوان بين 7.2300 و7.2600، ويفتقر إلى زخم كسر هذا النطاق. ستعتمد حركة السعر على إشارات السياسات من البنكين المركزيين والبيانات الاقتصادية. إذا انخفض إلى ما دون 7.2260، مع ظهور إشارات تشبع البيع فنيًا، فقد يوفر ذلك فرصة للانتعاش قصير الأمد.

**اليورو مقابل الدولار: رقصة عكسية**

عادةً ما يكون سعر اليورو مقابل الدولار عكس مؤشر الدولار. إذا تراجع الدولار، ورفع الاحتياطي الفيدرالي الفائدة، وتحسنت الأوضاع الاقتصادية في أوروبا، فسيصعد اليورو.

أحدث البيانات تظهر أن EUR/USD ارتفع إلى 1.0835، ويظهر اتجاهًا مستمرًا في الارتفاع. إذا استقر فوق هذا المستوى، فمن المحتمل أن يتجاوز مستوى 1.0900 نفسيًا. وإذا اخترق هذا المقاومة، فسيكون هناك مزيد من الارتفاع.

**الجنيه الإسترليني مقابل الدولار: انعكاس السياسات**

سعر GBP/USD يتشابه مع EUR/USD، ويعكس ارتباط الاقتصاد البريطاني والأمريكي. يتوقع السوق أن يكون وتيرة خفض الفائدة من قبل بنك إنجلترا أبطأ من الاحتياطي الفيدرالي، مما يدعم الجنيه.

إذا اتخذ بنك إنجلترا سياسة حذرة في خفض الفوائد، فسيظل الجنيه قويًا مقابل الدولار، مما يدفع GBP/USD للارتفاع. من المتوقع أن يتراوح بين 1.25 و1.35 خلال 2025، مع ضرورة الحذر من المخاطر السياسية وتقلبات السوق. وإذا تباعدت السياسات أكثر، قد يتجاوز الزوج 1.40.

**آفاق ارتفاع الين الياباني**

شهدت اليابان نموًا في الأجور الأساسية بنسبة 3.1% في يناير، وهو أعلى مستوى منذ 32 عامًا، مما يدل على تغير في نمط التضخم المنخفض والأجور المنخفضة. مع ارتفاع الأجور وزيادة الضغوط التضخمية، قد يقوم بنك اليابان بتعديل سياسته في 2025.

هذا التغير قد يدفع زوج USD/JPY للهبوط. إذا انخفض إلى ما دون 146.90، فسيختبر مستويات أدنى؛ وإذا تجاوز مقاومة 150.0، فسيبدأ في عكس الاتجاه الهابط. توقعات السوق لخفض الفائدة من قبل الفيدرالي وانتعاش الاقتصاد الياباني ستدعم ارتفاع الين.

**ميزة الدولار الأسترالي النسبية**

نما الناتج المحلي الإجمالي لأستراليا بنسبة 0.6% على أساس فصلي و1.3% على أساس سنوي في الربع الأخير، وبلغ فائض التجارة في يناير 562 مليار يوان — وكلها بيانات تفوق التوقعات، مما يدعم قوة الدولار الأسترالي.

بنك أستراليا المركزي يتخذ موقفًا حذرًا، مع تلميحات بعدم خفض الفائدة قريبًا. هذا يعكس سياسة نقدية أكثر إيجابية مقارنةً مع الاقتصادات الكبرى، ويدعم الدولار الأسترالي. على الرغم من احتمالية تراجع الدولار، إلا أن عدم اليقين الاقتصادي العالمي يظل مصدر قلق.

## استراتيجيات الاستثمار في الدولار الأمريكي لعام 2025: خيارات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد

**العمليات قصيرة الأمد: فرص التذبذب في الربع الأول والثاني**

أسباب الشراء: تصاعد النزاعات الجيوسياسية قد يدفع الدولار للارتفاع بسرعة؛ البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية قد تؤجل توقعات خفض الفوائد.

أسباب البيع: استمرار خفض الفوائد من قبل الفيدرالي وتأخر سياسة البنك المركزي الأوروبي، قد يقود اليورو للارتفاع ويضغط على الدولار؛ وزيادة مخاطر ديون أمريكا قد تضر بسمعة الدولار.

يمكن للمستثمرين المتهورين البيع عند مؤشر الدولار بين 95 و100، باستخدام مؤشرات فنية مثل MACD وFibonacci لالتقاط إشارات الانعكاس. أما المستثمرون المحافظون، فيجب أن يراقبوا ويترقبوا حتى تتضح مسارات السياسة الفيدرالية أكثر.

**الاستثمار على المدى المتوسط والطويل: التوجيه بعد الربع الثالث**

عندما يتعمق دورة خفض الفوائد ويضعف تفوق عوائد سندات الخزانة، قد تتجه الأموال نحو الأسواق الناشئة ذات النمو العالي أو منطقة اليورو التي تتعافى. وإذا تسارعت وتيرة تقليل الاعتماد على الدولار عالميًا، فإن مكانة الدولار كعملة احتياط ستضعف تدريجيًا.

في هذه المرحلة، ينبغي تقليل مراكز الشراء على الدولار تدريجيًا، وتخصيص أصول عملات غير أمريكية (كالين، الدولار الأسترالي) أو الأصول المرتبطة بالسلع الأساسية (كالذهب والنحاس).

**مبادئ الاستثمار الأساسية**

توقعات تداول الدولار في 2025 ستعتمد بشكل أكبر على البيانات والأحداث. فقط من خلال الحفاظ على مرونة عالية واتباع قواعد صارمة لإدارة المخاطر، يمكن للمستثمرين تحقيق عوائد زائدة من تقلبات سعر صرف الدولار مقابل اليوان.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.51Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.52Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.54Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • تثبيت