كشف أسرار البيع على المكشوف: كيف تربح أثناء هبوط السوق

robot
إنشاء الملخص قيد التقدم

جوهر البيع على المكشوف: آلية الربح العكسي

السوق يتبع قاعدة “سوداء وبيضاء” — هناك ارتفاع لابد أن يتبعه انخفاض، وهناك من يربح وهناك من يخسر. معظم المستثمرين معتادون على السعي لتحقيق أرباح من ارتفاع الأسعار، لكن المتداولين الأذكياء حقًا يفهمون كيفية التخطيط الثنائي الاتجاه. البيع على المكشوف (المعروف أيضًا بالتغطية القصيرة) هو نوع من استراتيجيات الربح العكسي، التي تتيح للمستثمرين تحقيق أرباح حتى في سوق هابط.

باختصار، البيع على المكشوف هو توقع انخفاض سعر السوق، من خلال بيع الأصل بسعر مرتفع ثم شرائه لاحقًا بسعر منخفض لتحقيق الفرق كربح. هذا يتعارض تمامًا مع منطق “الشراء المنخفض والبيع العالي”، لكنه يلعب دورًا حاسمًا في الأسواق المتقلبة.

لماذا يحتاج السوق إلى آلية البيع على المكشوف؟

ماذا سيحدث إذا سمح فقط بالشراء (الربح من الصعود)؟

سيصبح السوق غير مستقر بشكل كبير. في سوق يقتصر على الشراء، ستشهد فترات ارتفاع جنونية، وعند انعكاس الاتجاه ستنهار الأسعار مباشرة، مما يسبب أضرارًا كبيرة لأسواق رأس المال. وجود آلية البيع على المكشوف يوازن بين القوة الشرائية والبيعية في السوق:

◆ استقرار تقلبات السوق — التفاعل بين الشراء والبيع يجعل كل خطوة أكثر استقرارًا، ويساعد على تشكيل آلية اكتشاف السعر بشكل عقلاني

◆ منع تراكم الفقاعات — عندما تكون بعض الأصول مقيّمة بشكل مفرط، فإن قوة البيع على المكشوف تدفع الأسعار للانخفاض، مما يعيد التقييم إلى مستوى معقول ويحمي صحة السوق بشكل عام

◆ زيادة السيولة — الجمع بين الشراء والبيع يتيح للمستثمرين تحقيق أرباح سواء ارتفعت السوق أو انخفضت، مما يزيد من المشاركة وحجم التداول

الطرق الرئيسية للبيع على المكشوف

الطريقة الأولى: اقتراض الأسهم للبيع على المكشوف (سوق الأسهم)

هذه هي الطريقة المباشرة للبيع على المكشوف — عندما تتوقع هبوط سهم معين، تقترضه من الوسيط وتبيعه بالسعر الحالي، ثم تشتريه مرة أخرى بسعر أقل عند انخفاض السعر، وتعيده للوسيط، والفرق هو الربح.

حدود اقتراض الأسهم للبيع على المكشوف أعلى نسبياً. على سبيل المثال، مع الوسطاء الرئيسيين، عادةً يتطلب الأمر حد أدنى من رأس المال (مثل أكثر من 2000 دولار)، ويجب أن يحافظ حسابك على قيمة صافية معينة. كما يفرض الوسيط فوائد على الأسهم المقترضة، وتُحسب نسبة الفائدة على أساس مبلغ الاقتراض، مع تكاليف أعلى للأحجام الصغيرة.

حالة عملية: البيع على المكشوف لتسلا

في نوفمبر 2021، وصل سعر سهم تسلا إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 1243 دولارًا. في عام 2022، حاول السعر اختراق مستوى جديد لكنه واجه مقاومة. إذا قمت ببيع السهم عند حوالي 1200 دولار، وعندما انخفض السعر إلى 980 دولارًا، أغلقت الصفقة، فستحقق ربحًا تقريبًا قدره 220 دولارًا. يوضح هذا أن البيع على المكشوف هو قرار عقلاني يتخذ بناءً على إشارات فنية صحيحة.

الطريقة الثانية: العقود مقابل الفروقات (CFD) للبيع على المكشوف

العقد مقابل الفروقات هو أداة مالية مشتقة تتيح للمتداولين المشاركة في تحركات أسعار الأسهم، المؤشرات، العملات، والسلع باستخدام هامش أقل.

مقارنة مع التداول التقليدي:

  • كفاءة رأس المال: CFD يتطلب هامشًا بنسبة 5%-10% من القيمة الإجمالية، مما يتيح تحكمًا في مراكز أكبر (10-20 ضعف رأس المال)، بينما يتطلب التداول المباشر دفع كامل المبلغ
  • أنواع الأدوات: يمكن فتح حساب CFD للتداول على الأسهم، العملات، المؤشرات، الذهب، وغيرها، دون الحاجة لفتح حسابات متعددة
  • هيكل التكاليف: CFD لا يتطلب عمولة أو ضريبة تداول، لكن يتوجب دفع رسوم التبييت (الفائدة على المراكز المفتوحة ليلاً)
  • المرونة: يدعم استراتيجيات التداول اليومي، والمتوسط الأمد، والمتوسط القصير؛ بينما الأسهم أكثر ملاءمة للاستثمار طويل الأمد

مزايا البيع على المكشوف عبر CFD:

على سبيل المثال، لبيع أسهم تكنولوجيا، مراكز حجمها 5 أسهم، يتطلب هامش قدره 434 دولارًا (باستخدام رافعة 20x)، بينما اقتراض الأسهم مباشرة يتطلب 4343 دولارًا (رافعة 2x). إذا انخفض السعر بمقدار 30 نقطة، فإن الربح من كلا الطريقتين هو 150 دولارًا، لكن عائد CFD هو 34.6%، مقابل 3.4% للاقتراض المباشر. والأهم، أن التداول اليومي عبر CFD لا يتطلب دفع فوائد التبييت، مما يقلل التكاليف.

الطريقة الثالثة: العقود الآجلة (الفوركس) للبيع على المكشوف

عقد الآجل هو اتفاق لشراء أصل معين بسعر محدد في وقت معين في المستقبل. مبدأ البيع على المكشوف في العقود الآجلة مشابه للعقود مقابل الفروقات، حيث يتم تحقيق الربح من الفرق بين سعر الشراء والبيع، لكن للعقود الآجلة خصائصها:

  • سيولة جيدة، لكن الحد الأدنى للمتطلبات أعلى
  • كفاءة رأس المال أقل مرونة من CFD
  • عند الاستحقاق، قد يضطر المتداول إلى تصفية المركز قسرًا أو نقل الصفقة
  • بعض العقود تتطلب تسليمًا فعليًا للأصل

لا يُنصح المستثمرون الأفراد بشكل رئيسي بالبيع على المكشوف للعقود الآجلة، لأنها تتطلب معرفة متخصصة، واحتياطي هامش كبير، وخبرة عملية واسعة. كما أن خطر التصفية القسرية أكبر.

الطريقة الرابعة: الصناديق المتداولة المعاكسة (البيع على المكشوف للمؤشرات)

إذا لم ترغب في اختيار الأسهم بنفسك، يمكنك استخدام صناديق المؤشرات المعاكسة — وهي صناديق تستثمر بشكل خاص في المؤشرات، وتحقق أرباحًا عند انخفاضها. على سبيل المثال، صناديق البيع على المكشوف لمؤشر داو جونز، أو ناسداك 100.

مزاياها هي الإدارة الاحترافية وتركيز المخاطر، لكن العيوب تشمل تكاليف النقل، حيث تقل الأرباح على المدى الطويل بسبب التكاليف.

البيع على المكشوف للعملات الأجنبية: استغلال السوق ثنائي الاتجاه

سوق العملات الأجنبية بطبيعته ثنائي الاتجاه، حيث يمكن شراء عملة (توقع ارتفاعها)، أو بيع عملة أخرى (توقع انخفاضها).

منطق البيع على المكشوف للعملات: يعتقد المستثمر أن عملة معينة ستنخفض مقابل عملة أخرى، فيقوم ببيعها أولاً، ثم يشتريها لاحقًا بسعر أقل عندما يتحقق التوقع، ويحقق الفرق.

تتأثر أسعار العملات بعدة عوامل:

● بيئة الفوائد — ارتفاع الفائدة يدعم قيمة العملة

● الميزان التجاري — فائض التجارة يدعم العملة، والعكس بالعكس

● احتياطيات العملات الأجنبية — زيادة الاحتياطيات تعزز الثقة في العملة

● التضخم — ارتفاع التضخم يضعف العملة

● السياسات الاقتصادية الكلية — السياسات التحفيزية قد تضعف العملة

● توقعات السوق — توقعات المستثمرين الجماعية بالهبوط تزيد الضغط على العملة

البيع على المكشوف للعملات يتطلب قدرات تحليل أساسي قوية ووعي بالمخاطر، ولا ينصح به بناءً على التحليل الفني فقط.

مخاطر البيع على المكشوف: ما لا بد من معرفته

خطر الخسارة غير المحدودة

هذا هو أكبر مخاطر البيع على المكشوف. أقصى خسارة عند الشراء هي كامل رأس المال (عندما ينخفض السعر إلى 0)؛ لكن عند البيع على المكشوف، فإن الحد الأقصى للخسارة نظريًا هو غير محدود، لأن السعر يمكن أن يرتفع بلا حدود.

مثلاً، إذا بعت أسهمًا بسعر 10 دولارات، وكنت قد اقترضت 100 سهم، فحصلت على 1000 دولار. إذا ارتفع السعر إلى 100 دولار، ستكون خسارتك 9000 دولار؛ وإذا استمر في الارتفاع إلى 1000 دولار، ستكون خسارتك 99000 دولار. هذا يوضح لماذا البيع على المكشوف يحمل خطر التصفية القسرية — إذا تجاوزت الخسائر هامش الضمان، سيقوم الوسيط بتصفية المركز قسرًا لتقليل المخاطر.

خطر التصفية القسرية

نظرًا لأن الأصل المقترض للبيع على المكشوف عادةً من الوسيط، فإن الملكية لا تزال تعود للوسيط. يحق للوسيط أن يطلب منك تصفية المركز أو إضافة هامش في أي وقت. قد يحدث التصفية في أسوأ الأوقات، مما يسبب خسائر إضافية.

تكلفة الأخطاء في التقدير

نجاح البيع على المكشوف يعتمد على التوقع الصحيح بانخفاض السوق. إذا أخطأت في التقدير، فلن تربح فقط، بل ستتحمل كامل خسارة ارتفاع السعر. هذا يجعل البيع على المكشوف أكثر خطورة، ويحتاج إلى تحليل دقيق وإدارة مخاطر صارمة.

الموقف الصحيح عند البيع على المكشوف

◆ التركيز على التداول القصير الأمد، وعدم البيع على المكشوف على المدى الطويل — الأرباح من البيع على المكشوف محدودة بطبيعتها (حتى تصل إلى 0)، لكن الخسائر غير محدودة. البيع على المدى الطويل يعرضك لمخاطر الارتداد، ويستلزم دفع تكاليف التمويل المستمر، لذلك يُنصح باستخدامه كأداة تداول قصيرة الأمد.

◆ إدارة المركز بشكل جيد، واستخدامه للتحوط بشكل رئيسي — أنسب حالات البيع على المكشوف هي لتغطية مخاطر مراكز شراء موجودة، وليس كوسيلة رئيسية للربح. لا تضع كل رأس مالك في مركز بيع على المكشوف.

◆ إيقاف الخسارة وجني الأرباح في الوقت المناسب، وتجنب التعلق بالمركز — كثير من الفاشلين في البيع على المكشوف هم من يعلقون أمالًا زائدة، ويزيدون حجم مراكزهم بشكل مفرط. الحل الصحيح هو تحديد نقاط وقف الخسارة والأهداف مسبقًا، وتنفيذها فور الوصول، والتكيف مع تغيرات السوق.

◆ إدارة المخاطر بشكل صارم — عند استخدام الرافعة المالية، تتضخم الخسائر بشكل مضاعف. يجب تحديد نسبة هامش مناسبة لضمان وجود مساحة كافية لمواجهة تقلبات السوق المفاجئة.

الخلاصة

البيع على المكشوف هو آلية ضرورية في السوق، تتيح للمستثمرين تحقيق أرباح في أي ظرف من الظروف. لكنه ليس استراتيجية مناسبة للجميع — يتطلب مهارات تحليل فني وأساسي عالية، وقوة نفسية، وانضباطًا صارمًا.

البيع على المكشوف الصحيح يعتمد على تحليل سوق شامل، ونسبة مخاطر إلى عائد معقولة، وإدارة مراكز مناسبة. المستثمرون الذين يحققون أرباحًا ضخمة من البيع على المكشوف هم من يتخذون قرارات مبنية على احتمالات موثوقة. تعلم كيفية البيع على المكشوف يعني أن تتعلم كيف تظل عقلانيًا ومرنًا في جميع مراحل السوق.

شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت