الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة عظيمة فرضها الله تعالى لتطهير النفس والمال ونشر البركة في الرزق. قال تعالى: ﴿أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾، وهذا يدل على أهميتها البالغة في حياة المسلم والمجتمع الإسلامي.
مع تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن يحمي الأموال من التضخم والأزمات الاقتصادية، يطرح كثيرون تساؤلات حول الأحكام الشرعية المتعلقة به، خاصة فيما يخص الزكاة. المسلم الذي يملك ذهبًا سواء كان مدخرًا أو مجوهرات معدة للزينة يجب عليه فهم الأحكام الشرعية الخاصة به، لأن زكاة الذهب تختلف حسب نية المالك وطريقة استخدامه.
هذا المقال يستعرض الأحكام الشرعية لزكاة الذهب بشكل شامل، مع التركيز على نصاب الذهب وطرق حسابه، والشروط اللازمة لإخراج الزكاة، وإجابات للأسئلة الشائعة التي يطرحها كثير من المسلمين.
لماذا زكاة الذهب مهمة؟
قبل الخوض في التفاصيل، من المهم فهم الدافع الشرعي وراء زكاة الذهب. هذا المعدن النفيس كان ولا يزال أحد أهم أشكال الثروة عبر التاريخ، استخدمه الناس في البيع والشراء والادخار منذ أقدم العصور.
الإسلام أوجب إخراج الزكاة عن الذهب عند بلوغه النصاب الشرعي وحلول الحول عليه، لأنه يُعتبر مالًا قائمًا بذاته. الامتناع عن إخراج زكاة الذهب يُعتبر اكتنازًا محرمًا، حيث يحتفظ المسلم بمال له حق فيه للفقراء والمحتاجين.
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر بشدة، فقال: “ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا صفحت له يوم القيامة صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة” رواه مسلم.
إخراج الزكاة ليس التزامًا ماليًا فحسب، بل هي عبادة عظيمة تحقق عدة مقاصد:
تطهير النفس من البخل وحب المال
إعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع
تقوية التكافل الاجتماعي والمحبة بين المسلمين
نيل الأجر والثواب من الله تعالى
ما المقصود بنصاب الذهب؟
نصاب الذهب يمثل الحد الأدنى من الذهب الذي إذا امتلكه المسلم مدة سنة قمرية كاملة، وجبت عليه الزكاة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا زكاة عليك في الذهب حتى يكون لك عشرون دينارًا، فإذا كانت لك عشرون دينارًا وحال عليها الحول ففيها نصف دينار” رواه أبو داود والبيهقي.
قدّر العلماء هذا بما يعادل 85 جرامًا من الذهب الخالص عيار 24 قيراطًا.
إذا ملك المسلم أقل من هذا المقدار، فلا تجب عليه الزكاة. أما إذا بلغ هذا الحد أو تجاوزه، وحال عليه عام هجري كامل، فتصبح الزكاة واجبة عليه.
من المهم ملاحظة أن النصاب لا يقتصر على الذهب المادي فحسب (السبائك والحلي)، بل يشمل أيضًا:
صناديق الاستثمار المتداولة الذهبية (ETFs)
أسهم شركات تعدين الذهب
المدخرات المرتبطة بسعر الذهب
نصاب الذهب بحسب العيار
الذهب يختلف من حيث درجة النقاء (العيار)، وبالتالي يختلف حساب النصاب:
عيار الذهب
نسبة النقاء
نصاب الذهب
24 قيراط
100%
85 جرام
21 قيراط
87.5%
97 جرام
18 قيراط
75%
113 جرام
عند حساب النصاب، يتم الأخذ في الاعتبار درجة النقاء فقط. فإذا كان لديك ذهب من عيارات مختلفة، تجمع الوزن الإجمالي للذهب الخالص وتقارنه بـ 85 جرام.
كيفية حساب زكاة الذهب بطريقة صحيحة؟
الحساب بسيط وواضح. إذا بلغ الذهب النصاب وحال عليه حول قمري كامل، تُخرج الزكاة بنسبة 2.5% من القيمة السوقية للذهب الخالص.
المعادلة الأساسية:زكاة الذهب = 2.5% × القيمة السوقية للذهب الخالص
مثال عملي على ذهب عيار 24
لنفترض أنك تملك 100 جرام من ذهب عيار 24 قيراطًا، وسعر الجرام من الذهب الخالص في السوق 400 ريال سعودي:
مقدار الذهب الخالص: 100 × 1 = 100 جرام
القيمة الإجمالية: 100 × 400 = 40,000 ريال
مقدار الزكاة: 40,000 × 2.5% = 1,000 ريال سعودي
مثال على ذهب عيار 21
إذا امتلكت 100 جرام من ذهب عيار 21 قيراطًا بنفس السعر:
مقدار الذهب الخالص: 100 × 0.875 = 87.5 جرام
القيمة الإجمالية: 87.5 × 400 = 35,000 ريال
مقدار الزكاة: 35,000 × 2.5% = 875 ريال سعودي
مثال على ذهب عيار 18
بنفس المنطق، إذا امتلكت 100 جرام من ذهب عيار 18 قيراطًا:
مقدار الذهب الخالص: 100 × 0.75 = 75 جرام
القيمة الإجمالية: 75 × 400 = 30,000 ريال
مقدار الزكاة: 30,000 × 2.5% = 750 ريال سعودي
ملحوظة مهمة: في هذا المثال الأخير، لم يبلغ الذهب حد النصاب (85 جرام من الذهب الخالص)، لذا لا تجب الزكاة عليه.
أحكام زكاة الذهب المختلفة
الشريعة الإسلامية ميزت بين حالات مختلفة للذهب من حيث حكم الزكاة:
1- الذهب المعد للاستثمار والتجارة
إذا كان الذهب معدًا للبيع والتجارة أو الاستثمار، فالزكاة واجبة بالاتفاق بين جمهور العلماء. قال الإمام النووي إن الحلي غير المستخدم والمقتنى للاستثمار تجب فيه الزكاة.
ابن قدامة أوضح أيضًا أنه إذا غيرت المرأة نيتها من استخدام الحلي للزينة إلى استخدامه للتجارة، فتجب الزكاة بعد مرور حول كامل من وقت تغيير النية.
يشمل ذلك:
السبائك الذهبية
العملات المعدنية الذهبية
صناديق الذهب المتداولة في البورصة
استثمارات الذهب بجميع أشكالها
2- الحلي المستخدم للزينة
الحلي المستخدم يوميًا للتزين (كالخواتم والأساور والقلائد) اختلف العلماء فيه:
جمهور الفقهاء (مالك والشافعي وأحمد) يرى أنه لا زكاة على الحلي المعد للاستعمال اليومي، لأنه يُعتبر كالملابس وأدوات التجميل.
الحنفية يذهبون إلى وجوب الزكاة على جميع الحلي الذهبي حتى لو كان للزينة، مستدلين بحديث ضعيف، وهذا الرأي أقل توسعًا.
بعض المالكية يرى وسطًا: أن الزكاة واجبة مرة واحدة فقط على الحلي الذهبي بغرض الزينة.
3- ذهب الرجال
الإسلام يحرم على الرجال لبس الحلي من الذهب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن هذين حرام على ذكور أمتي” في إشارة إلى الذهب والحرير.
غير أن هذا التحريم لا يسقط الزكاة عن الذهب الذي يملكه الرجل، سواء كان على شكل حلي أو سبائك أو استثمارات. الرجل ملزم بإخراج زكاة ذهبه حتى وإن لم يكن له أن يلبسه.
من تجب عليه زكاة الذهب؟
الزكاة واجبة على كل مسلم تتوفر فيه شروط معينة:
أن يكون بالغًا عاقلًا
أن يملك النصاب من الذهب (85 جرام من الذهب الخالص فأكثر)
أن يحول على ملكيته حول قمري كامل (سنة هجرية)
إذا تحققت هذه الشروط، وجبت الزكاة سواء كان الذهب في صورة سبائك أو عملات أو حلي معد للادخار.
الفئات المستحقة لزكاة الذهب
حدد الله تعالى في كتابه الكريم ثمان فئات مستحقة للزكاة: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾
1- الفقراء: من لا يملكون ما يكفي احتياجاتهم الأساسية من طعام ولباس ومسكن.
2- المساكين: من يملكون جزءًا من احتياجاتهم لكن دخلهم قليل ويعانون من الضيق.
3- العاملون عليها: الموظفون المكلفون بجمع وتوزيع الزكاة، يأخذون أجرة على عملهم حتى لو كانوا أغنياء.
4- المؤلفة قلوبهم: أشخاص يُعطَون لتقوية إيمانهم أو لكسب ودهم للإسلام، خاصة المسلمون الجدد.
5- في الرقاب: إعانة العبيد والمكاتبين على التحرر من الرق، وفي العصر الحديث يشمل تحرير المضطهدين.
6- الغارمون: من أثقلتهم الديون في أمور مشروعة ولا يملكون سدادها.
7- في سبيل الله: الإنفاق على ما يخدم الإسلام والدفاع عن الأمة وكل عمل مشروع يقوي الدين.
8- ابن السبيل: المسافر الذي انقطع عن ماله بعيد الوطن، ولا يملك ما يعينه على العودة.
من لا يستحق الزكاة
تُحرم الزكاة على فئات لا تستحقها:
آل بيت النبي وبنو هاشم: استثناهم الإسلام تنزهًا لهم عن “أوساخ الناس”، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
الأغنياء: من استغنوا بأموالهم أو دخلهم.
القادرون على العمل المتكاسلون: من يملكون القدرة على الكسب لكنهم يتركونه.
الكفار: لأن الزكاة عبادة خاصة بالمجتمع المسلم.
من تلزم المزكي نفقتهم: الوالدان والأجداد والزوجة والأولاد والأخوات بلا عائل، يُعانون من المال الخاص لا من الزكاة.
ضوابط شرعية في إخراج الزكاة
هناك أحكام تحكم إخراج زكاة الذهب لتحقيق مقاصدها:
عدم تأخيرها: متى وجبت الزكاة بلغ النصاب وحال الحول، يجب إخراجها فورًا.
إخراجها في مصارفها الشرعية فقط: الالتزام بالفئات الثمانية المذكورة.
عدم احتسابها من ديون قديمة: تُخرج من مال جديد وليس من ديون سابقة.
عدم الرياء: لا تُخرج للتفاخر بل لوجه الله.
عدم إخراجها ناقصة: يجب إخراج المقدار الصحيح.
عدم إخراجها من مال حرام: لا يصح تطهير الذهب المختلط بالربا أو المال الحرام.
عدم الضغط أو المقابل: لا تُربط بخدمة أو مصلحة شخصية.
عدم التحايل في التقدير: لا يجوز تقليل الوزن أو السعر للتهرب من الزكاة.
أسئلة شائعة حول زكاة الذهب
متى يجب إخراج الزكاة على الذهب؟
الزكاة تجب عندما يبلغ الذهب النصاب (85 جرام من الذهب الخالص) ويحول عليه حول قمري كامل. يفضل إخراجها فور تمام الحول دون تأخير.
هل تجب الزكاة على صناديق الذهب والاستثمارات غير المادية؟
نعم، تجب الزكاة على:
صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب: تُعامل كملكية مباشرة، وتخرج الزكاة بنسبة 2.5% من القيمة السوقية.
أسهم شركات التعدين: تُزكّى حسب النية؛ إن كانت للمضاربة تُزكّى على القيمة السوقية، وإن كانت للاستثمار الطويل تُزكّى على الأرباح فقط.
كيف تُحسب الزكاة على أرباح استثمارات الذهب؟
في استثمارات الذهب الفعلي أو الصناديق المدعومة بالذهب: تُقيَّم القيمة الكاملة بسعر السوق عند تمام الحول وتُضاف إليها الأرباح، ثم تُخرج الزكاة 2.5% من الإجمالي إذا بلغ النصاب.
في أسهم شركات التعدين: تُزكّى الأرباح المحققة 2.5% عند مرور الحول، أما أصل السهم فيزكّى فقط إن كان للمضاربة.
هل يُمكن إخراج الزكاة نقدًا بدلاً من الذهب؟
نعم، يجوز إخراج الزكاة نقدًا بما يعادل قيمة الذهب حسب سعر السوق وقت إخراج الزكاة.
ما الفرق في الحساب بين عيار 24 و 21 و 18؟
الفرق في درجة النقاء: الذهب عيار 24 نقاؤه 100%، عيار 21 نقاؤه 87.5%، عيار 18 نقاؤه 75%. عند الحساب، يُضرب الوزن الإجمالي في نسبة النقاء للحصول على وزن الذهب الخالص، ثم يُضرب في سعر الجرام ثم في 2.5%.
الخلاصة
زكاة الذهب فريضة واجبة على كل مسلم يملك كمية تبلغ نصاب الذهب (85 جرام من الذهب الخالص) ويحول عليها حول قمري كامل. تُخرج بنسبة 2.5% من قيمتها السوقية، سواء كانت سبائك أو حلي معد للادخار أو استثمارات ذهبية.
إخراج الزكاة ليس التزامًا ماليًا فحسب، بل عبادة عظيمة تطهر النفس وتحقق التكافل الاجتماعي وتجلب بركة الرزق. المسلم الذي يؤديها بنية صادقة وعن طيب نفس يكون قد امتثل لأمر الله ونال رضاه، ساهمًا في بناء مجتمع متماسك قوي يعتني بضعفائه.
Xem bản gốc
Trang này có thể chứa nội dung của bên thứ ba, được cung cấp chỉ nhằm mục đích thông tin (không phải là tuyên bố/bảo đảm) và không được coi là sự chứng thực cho quan điểm của Gate hoặc là lời khuyên về tài chính hoặc chuyên môn. Xem Tuyên bố từ chối trách nhiệm để biết chi tiết.
Hướng dẫn đầy đủ của bạn để hiểu và tính mức thu nhập vàng và Zakat bắt buộc
الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة عظيمة فرضها الله تعالى لتطهير النفس والمال ونشر البركة في الرزق. قال تعالى: ﴿أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾، وهذا يدل على أهميتها البالغة في حياة المسلم والمجتمع الإسلامي.
مع تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن يحمي الأموال من التضخم والأزمات الاقتصادية، يطرح كثيرون تساؤلات حول الأحكام الشرعية المتعلقة به، خاصة فيما يخص الزكاة. المسلم الذي يملك ذهبًا سواء كان مدخرًا أو مجوهرات معدة للزينة يجب عليه فهم الأحكام الشرعية الخاصة به، لأن زكاة الذهب تختلف حسب نية المالك وطريقة استخدامه.
هذا المقال يستعرض الأحكام الشرعية لزكاة الذهب بشكل شامل، مع التركيز على نصاب الذهب وطرق حسابه، والشروط اللازمة لإخراج الزكاة، وإجابات للأسئلة الشائعة التي يطرحها كثير من المسلمين.
لماذا زكاة الذهب مهمة؟
قبل الخوض في التفاصيل، من المهم فهم الدافع الشرعي وراء زكاة الذهب. هذا المعدن النفيس كان ولا يزال أحد أهم أشكال الثروة عبر التاريخ، استخدمه الناس في البيع والشراء والادخار منذ أقدم العصور.
الإسلام أوجب إخراج الزكاة عن الذهب عند بلوغه النصاب الشرعي وحلول الحول عليه، لأنه يُعتبر مالًا قائمًا بذاته. الامتناع عن إخراج زكاة الذهب يُعتبر اكتنازًا محرمًا، حيث يحتفظ المسلم بمال له حق فيه للفقراء والمحتاجين.
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر بشدة، فقال: “ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا صفحت له يوم القيامة صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة” رواه مسلم.
إخراج الزكاة ليس التزامًا ماليًا فحسب، بل هي عبادة عظيمة تحقق عدة مقاصد:
ما المقصود بنصاب الذهب؟
نصاب الذهب يمثل الحد الأدنى من الذهب الذي إذا امتلكه المسلم مدة سنة قمرية كاملة، وجبت عليه الزكاة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا زكاة عليك في الذهب حتى يكون لك عشرون دينارًا، فإذا كانت لك عشرون دينارًا وحال عليها الحول ففيها نصف دينار” رواه أبو داود والبيهقي.
قدّر العلماء هذا بما يعادل 85 جرامًا من الذهب الخالص عيار 24 قيراطًا.
إذا ملك المسلم أقل من هذا المقدار، فلا تجب عليه الزكاة. أما إذا بلغ هذا الحد أو تجاوزه، وحال عليه عام هجري كامل، فتصبح الزكاة واجبة عليه.
من المهم ملاحظة أن النصاب لا يقتصر على الذهب المادي فحسب (السبائك والحلي)، بل يشمل أيضًا:
نصاب الذهب بحسب العيار
الذهب يختلف من حيث درجة النقاء (العيار)، وبالتالي يختلف حساب النصاب:
عند حساب النصاب، يتم الأخذ في الاعتبار درجة النقاء فقط. فإذا كان لديك ذهب من عيارات مختلفة، تجمع الوزن الإجمالي للذهب الخالص وتقارنه بـ 85 جرام.
كيفية حساب زكاة الذهب بطريقة صحيحة؟
الحساب بسيط وواضح. إذا بلغ الذهب النصاب وحال عليه حول قمري كامل، تُخرج الزكاة بنسبة 2.5% من القيمة السوقية للذهب الخالص.
المعادلة الأساسية: زكاة الذهب = 2.5% × القيمة السوقية للذهب الخالص
مثال عملي على ذهب عيار 24
لنفترض أنك تملك 100 جرام من ذهب عيار 24 قيراطًا، وسعر الجرام من الذهب الخالص في السوق 400 ريال سعودي:
مثال على ذهب عيار 21
إذا امتلكت 100 جرام من ذهب عيار 21 قيراطًا بنفس السعر:
مثال على ذهب عيار 18
بنفس المنطق، إذا امتلكت 100 جرام من ذهب عيار 18 قيراطًا:
ملحوظة مهمة: في هذا المثال الأخير، لم يبلغ الذهب حد النصاب (85 جرام من الذهب الخالص)، لذا لا تجب الزكاة عليه.
أحكام زكاة الذهب المختلفة
الشريعة الإسلامية ميزت بين حالات مختلفة للذهب من حيث حكم الزكاة:
1- الذهب المعد للاستثمار والتجارة
إذا كان الذهب معدًا للبيع والتجارة أو الاستثمار، فالزكاة واجبة بالاتفاق بين جمهور العلماء. قال الإمام النووي إن الحلي غير المستخدم والمقتنى للاستثمار تجب فيه الزكاة.
ابن قدامة أوضح أيضًا أنه إذا غيرت المرأة نيتها من استخدام الحلي للزينة إلى استخدامه للتجارة، فتجب الزكاة بعد مرور حول كامل من وقت تغيير النية.
يشمل ذلك:
2- الحلي المستخدم للزينة
الحلي المستخدم يوميًا للتزين (كالخواتم والأساور والقلائد) اختلف العلماء فيه:
جمهور الفقهاء (مالك والشافعي وأحمد) يرى أنه لا زكاة على الحلي المعد للاستعمال اليومي، لأنه يُعتبر كالملابس وأدوات التجميل.
الحنفية يذهبون إلى وجوب الزكاة على جميع الحلي الذهبي حتى لو كان للزينة، مستدلين بحديث ضعيف، وهذا الرأي أقل توسعًا.
بعض المالكية يرى وسطًا: أن الزكاة واجبة مرة واحدة فقط على الحلي الذهبي بغرض الزينة.
3- ذهب الرجال
الإسلام يحرم على الرجال لبس الحلي من الذهب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن هذين حرام على ذكور أمتي” في إشارة إلى الذهب والحرير.
غير أن هذا التحريم لا يسقط الزكاة عن الذهب الذي يملكه الرجل، سواء كان على شكل حلي أو سبائك أو استثمارات. الرجل ملزم بإخراج زكاة ذهبه حتى وإن لم يكن له أن يلبسه.
من تجب عليه زكاة الذهب؟
الزكاة واجبة على كل مسلم تتوفر فيه شروط معينة:
إذا تحققت هذه الشروط، وجبت الزكاة سواء كان الذهب في صورة سبائك أو عملات أو حلي معد للادخار.
الفئات المستحقة لزكاة الذهب
حدد الله تعالى في كتابه الكريم ثمان فئات مستحقة للزكاة: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾
1- الفقراء: من لا يملكون ما يكفي احتياجاتهم الأساسية من طعام ولباس ومسكن.
2- المساكين: من يملكون جزءًا من احتياجاتهم لكن دخلهم قليل ويعانون من الضيق.
3- العاملون عليها: الموظفون المكلفون بجمع وتوزيع الزكاة، يأخذون أجرة على عملهم حتى لو كانوا أغنياء.
4- المؤلفة قلوبهم: أشخاص يُعطَون لتقوية إيمانهم أو لكسب ودهم للإسلام، خاصة المسلمون الجدد.
5- في الرقاب: إعانة العبيد والمكاتبين على التحرر من الرق، وفي العصر الحديث يشمل تحرير المضطهدين.
6- الغارمون: من أثقلتهم الديون في أمور مشروعة ولا يملكون سدادها.
7- في سبيل الله: الإنفاق على ما يخدم الإسلام والدفاع عن الأمة وكل عمل مشروع يقوي الدين.
8- ابن السبيل: المسافر الذي انقطع عن ماله بعيد الوطن، ولا يملك ما يعينه على العودة.
من لا يستحق الزكاة
تُحرم الزكاة على فئات لا تستحقها:
آل بيت النبي وبنو هاشم: استثناهم الإسلام تنزهًا لهم عن “أوساخ الناس”، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
الأغنياء: من استغنوا بأموالهم أو دخلهم.
القادرون على العمل المتكاسلون: من يملكون القدرة على الكسب لكنهم يتركونه.
الكفار: لأن الزكاة عبادة خاصة بالمجتمع المسلم.
من تلزم المزكي نفقتهم: الوالدان والأجداد والزوجة والأولاد والأخوات بلا عائل، يُعانون من المال الخاص لا من الزكاة.
ضوابط شرعية في إخراج الزكاة
هناك أحكام تحكم إخراج زكاة الذهب لتحقيق مقاصدها:
أسئلة شائعة حول زكاة الذهب
متى يجب إخراج الزكاة على الذهب؟
الزكاة تجب عندما يبلغ الذهب النصاب (85 جرام من الذهب الخالص) ويحول عليه حول قمري كامل. يفضل إخراجها فور تمام الحول دون تأخير.
هل تجب الزكاة على صناديق الذهب والاستثمارات غير المادية؟
نعم، تجب الزكاة على:
كيف تُحسب الزكاة على أرباح استثمارات الذهب؟
في استثمارات الذهب الفعلي أو الصناديق المدعومة بالذهب: تُقيَّم القيمة الكاملة بسعر السوق عند تمام الحول وتُضاف إليها الأرباح، ثم تُخرج الزكاة 2.5% من الإجمالي إذا بلغ النصاب.
في أسهم شركات التعدين: تُزكّى الأرباح المحققة 2.5% عند مرور الحول، أما أصل السهم فيزكّى فقط إن كان للمضاربة.
هل يُمكن إخراج الزكاة نقدًا بدلاً من الذهب؟
نعم، يجوز إخراج الزكاة نقدًا بما يعادل قيمة الذهب حسب سعر السوق وقت إخراج الزكاة.
ما الفرق في الحساب بين عيار 24 و 21 و 18؟
الفرق في درجة النقاء: الذهب عيار 24 نقاؤه 100%، عيار 21 نقاؤه 87.5%، عيار 18 نقاؤه 75%. عند الحساب، يُضرب الوزن الإجمالي في نسبة النقاء للحصول على وزن الذهب الخالص، ثم يُضرب في سعر الجرام ثم في 2.5%.
الخلاصة
زكاة الذهب فريضة واجبة على كل مسلم يملك كمية تبلغ نصاب الذهب (85 جرام من الذهب الخالص) ويحول عليها حول قمري كامل. تُخرج بنسبة 2.5% من قيمتها السوقية، سواء كانت سبائك أو حلي معد للادخار أو استثمارات ذهبية.
إخراج الزكاة ليس التزامًا ماليًا فحسب، بل عبادة عظيمة تطهر النفس وتحقق التكافل الاجتماعي وتجلب بركة الرزق. المسلم الذي يؤديها بنية صادقة وعن طيب نفس يكون قد امتثل لأمر الله ونال رضاه، ساهمًا في بناء مجتمع متماسك قوي يعتني بضعفائه.